“لن يعم الهدوء شوارع وساحات المدن، مع شعور الناس بالقلق على حياتهم” – الأمين العام

قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن العالم يشهد تراجعا في ثقة الناس في المؤسسات السياسية، وإن “شعور الناس بالقلق وعدم الاطمئنان في حياتهم” لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات في شوارع المدن وساحاتها.

 

جاء ذلك في حديثه للصحفيين اليوم حول ما “يشهده العالم في جميع أنحائه من تظاهرات واحتجاجات، من الشرق الأوسط إلى أمريكا اللاتينية، وفي منطقة البحر الكاريبي، إلى أوروبا وإفريقيا إلى آسيا.”

 

وقال الأمين العام إنه يدعو المحتجين في كافة جهات العالم إلى اتباع الأمثلة التي قدمها للإنسانية أناس مثل “غاندي ومارتن لوثر كينغ جونيور وغيرهم من أبطال التغيير اللاعنفي” السلمي، مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون هناك أي عذر لاستخدام العنف، من أي جهة كانت.  غير أنه أضاف مشددا “قبل كل شيء، أنا أحث القادة في كل مكان على الاستماع إلى المشاكل الحقيقية للناس الحقيقيين.”.

 
متظاهرون في شوارع العاصمة التشيلية سانتياغو.

قواسم مشتركة بين احتجاجات العالم

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن كل حالة من أشكال الاحتجاج في أقاليم العالم هي حالة قائمة بذاتها ومسبباتها. وأضح غوتيرش أن “بعض الاحتجاجات تسببها القضايا الاقتصادية – بما في ذلك ارتفاع الأسعار، أو عدم المساواة المستمرة أو النظم المالية التي تستفيد منها النخب” فقط.

في أحيان أخرى تكون المطالب السياسية هي الدافع الذي يكمن وراء الاحتجاجات، حسبما ما قال، وفي غيرها “يحتج الناس كرد فعل للفساد وأشكال التمييز المختلفة.”

مع ذلك أكد المسؤول الأممي الأرفع أن للاحتجاجات “قواسم مشتركة تمتد عبر القارات” وأنها “ينبغي أن تجبرنا جميعا على التفُّكر والاستجابة” لها. وأضاف غوتيريش “من الواضح أن هناك نقصاً في الثقة يتزايد بين الناس والمؤسسات السياسية، وأن هناك تهديدات متزايدة على العقد الاجتماعي” بين الناس والمؤسسات.

وأعرب أنطونيو غوتيريش عن قناعته بأن الناس يريدون “فضاء متكافئ الفرص فيما يتعلق بالنظم الاجتماعية والاقتصادية والمالية” التي ينبغي أن تعمل من أجل الجميع. وقال إنهم أيضا يريدون احترام حقوقهم الإنسانية والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.

وأضاف غوتيريش “الحكومات ملزمة بدعم حريات التعبير والتجمع السلمي، وحماية الفضاء المدني. وينبغي على قوات الأمن أن تتصرف بأقصى درجات ضبط النفس، بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.”

احتجاجات في العراق وفي لبنان

وفي رده على أسئلة الصحفيين عن التظاهرات في بعض مناطق الشرق الأوسط، أعرب الأمين العام عن الأسف العميق لمقتل أعداد كبيرة في الاحتجاجات التي تشهدها العراق وقال إنه وحسب النتائج الأولية لتقرير أصدرته بعثة الأمم المتحدة في العراق، فإن “انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قد وقعت هناك بالفعل، وأن هذه يجب أن تُدان بوضوح وتُستنكر”.

 

الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث أمام الصحفيين عما تشهده العديد من مناطق العالم من تظاهرات واحتجاجات شعبية – الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول 2019 المقر الرئيسي للأمم المتحدة

وفي رد على سؤال عن رسالته للقادة السياسيين في لبنان التي تشهد احتجاجات شعبية أيضا، قال غوتيريش إن “رسالتي ببساطة هي كما كانت دائما – وبعثتنا قد ظلت نشطة في الحوار مع جميع الأطراف هناك. رسالتي هي أن على البلاد أن تحل مشاكلها عبر الحوار. وأنا أحث على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم استخدام العنف من قبل الطرفين، جانب الحكومة وجانب المتظاهرين”.

ما يحتاجه العالم هو تحقيق أهداف التنمية المستدامة

من ناحية أخرى أشار الأمين العام إلى أن العولمة والتكنولوجيات الجديدة التي يحاول العالم اليوم التعامل مع آثارها قد ساهمت في تزايد عدم المساواة داخل المجتمعات. وأضاف إن “عالمنا يحتاج عملا وطموحا لبناء عولمة عادلة، ولتعزيز التماسك الاجتماعي ومعالجة أزمة المناخ” مذكرا بأن هذه هي بالتحديد أهداف خطة أهداف التنمية المستدامة لعام 20130.

وقال غوتيريش إنه وبالتضامن العالمي وبالسياسات الذكية يمكن للقادة في العالم أن يؤكدوا أنهم يستوعبون ما يحتاجه الناس وأن يشيروا إلى الطريق المؤدي إلى “عالم أكثر عدلاً” حسب تعبيره.

قد يعجبك ايضا