إقلاع أول رحلة مدنية من مطار صنعاء بارقة أمل للمرضى
استطلاع/ إبراهيم الروني
بعد انتظار طويل ومعاناة كبيرة عاشها المرضى في عاصمة الشموخ صنعاء، أقلعت، الإثنين، أول رحلة تجارية مدنية من مطار صنعاء الدولي وفقا للهدنة الإنسانية، إلى العاصمة الأردنية عمّان عبر طائرة الخطوط الجوية اليمنية .
حيث استقبل مطار صنعاء عبر مدرجه الرئيسي طائرة “اليمنية” في موقف مؤثر احتبست فيه دموع الحاضرين عند هبوطها بعد توقف دام أكثر من ست سنوات، فيما كانت عربات الإطفاء ترش الطائرة بالماء كتقليد عالمي للاحتفاء باستقبال رحلة جديدة بعد توقف.
وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التقت عدداً من المرضى في المطار لدى مغادرتهم لتلقي العلاج في مستشفيات عمّان بعد أن تعذر علاجهم في صنعاء بسبب العدوان والحصار والتدمير الممنهج للمنشآت الصحية ومنع دخول الأدوية خاصة الضرورية للأمراض المزمنة كالسرطان والقلب والكلى والسكر وغيرها من الأمراض المستعصية.
في صاله المغادرة بمطار صنعاء وأثناء إجراء المعاملات الرسمية للسفر، أعرب عبدالكريم المسوري الذي يعاني من فشل كلوي تعثر علاجه في صنعاء، عن سعادته للسفر لتلقي العلاج في الخارج، معتبرا وصول أول رحلة لليمنية إلى مطار صنعاء بارقة أمل للمرضى بعد طول انتظار.
وذكر المسوري أن سفره للخارج من أجل إجراء عملية زراعة كلى سواء في الأردن أو في الهند.
فيما وصف محمد عايض البالغ من العمر 60 عاما سفره للخارج عبر مطار صنعاء بالمعجزة التي أعادت له الأمل وكأنه ولد من جديد.
وقال “أنا مسافر إلى الأردن لإجراء فحوصات طبية للقلب والشرايين تعثر إجرائها في صنعاء لعدم وجود الأجهزة الطبية الحديثة التي منع العدوان دخولها”.
بينما قال أحمد مثنى في العقد الثالث من العمر أنه يعاني من السكر بسبب قصف طيران العدوان للأحياء السكنية.. مؤكدا أن السفر عبر مطار صنعاء حلم يراود كل المرضى.
وتشير إحصاءات وزارة الصحة العامة والسكان إلى أن 30 ألف مريض مسجلون فقط لدى اللجنة الطبية العليا منذ ثلاث سنوات والعدد في تزايد مستمر.
وقال رئيس اللجنة الطبية العليا الدكتور مطهر الدرويش،” إن عدد المرضى الذين تم نقلهم في مشروع الجسر الطبي الجوي قليل جداً، لم يتعدَّ الثلاثين مريضا من ضمن أكثر من 30 ألف مريض بحاجة للسفر ومسجلين بالجسر الجوي”.
وأضاف “أن 300 مريض ممن كان مقرر سفرهم توفوا، وهذا العدد الذي أبلغنا به، فيما أعداد الوفيات كبيرة لم نتمكن من إحصائها وتفوق ثلاثة آلاف”.
ودعا الدرويش، المجتمع الدولي إلى إدراك أن دول العدوان تستخدم الملف الإنساني كورقة ضغط على الشعب اليمني وأنه لا بد من تدخل لتحييد هذا الملف.
وأشار إلى أن إلغاء الرحلة التجارية التي كان مقررة في 24 إبريل الماضي حطم معنويات المرضى ما أدى إلى تدهور صحتهم حيث قطع المرضى مسافات طويلة من محافظات مختلفة للوصول إلى مطار صنعاء بعد إبلاغهم بأن أول رحلة للطيران ستدشن، لكنهم فوجئوا وهم في صالة الانتظار بالمطار، برفض التحالف منح ترخيص للطائرة التي كان يفترض أن تقلهم للعلاج.
بحسب اللجنة الطبية العليا، فإن 30 ألف مريض، جميعهم في ظروف صحية حرجة، وبحاجة ماسة للعلاج، مسجلون في قوائم الانتظار للحصول على فرصة للحياة، ورغم أن الهدنة لم تتضمن سوى 16 رحلة خلال شهرين، وهو ما لا يلبي 1% من الاحتياج الأساسي، إلا أن هذا تم عرقلته أيضا.