verticalelllllan
verticalelllllan

جحيم الأسعار يحرق فرحة العيد في عدن

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل

تستمر معاناة المواطن اليمني مع حلول عيد الأضحى في ظل التدهور المتسارع للاقتصاد وسقوط العملة المحلية إلى أدنى قيمتها في السوق السوداء وقرب نفاذها في السوق الرسمية في المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف.

الانهيار يجهض فرحة العيد

انهيارالعملة المحلية أمام العملات الأجنبية  أدى إلى حدوث ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية من الغذاء والدواء وحليب الأطفال ومقتنيات الأعياد، ما أجهض فرحة العيد لدى غالبية أهالي المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف.

ويأتي هذا الانهيار -وفق تغريدات الناشطين- وسط انعدام مبالاة دول التحالف والحكومة الموالية لها بوضع حلول جذرية لمعالجة الانهيار الاقتصادي.

حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد قبل يومين من قدوم عيد الأضحى المبارك، في محافظة عدن وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى التحالف إلى 1375 ريالاً للشراء، و 1384 ريال للبيع كما وصل الريال السعودي إلى 364 ريال للشراء و 366 ريال للبيع.

الخميس الماضي اضطر بنك عدن المركزي، إلى اتخاذ خطوة لم يسبق أن أقدم عليها منذ 10 نوفمبر 2021، حيث أوقف المزاد الأسبوعي لبيع احتياطات الدولار، الذي كان من المفترض، أن يتم اجراءه يوم الثلاثاء الماضي إلى 11 يوليو القادم.

وكان مركزي عدن قد أعلن عن وقف عملية عطاءات المزاد رقم (24-2023) لبيع 30 مليون دولار بلغت 21 مليوناً و758 ألف دولار، بنسبة تغطية 73% بمقدار أعلى سعر صرف = 1355 ريالاً للدولار وأدنى سعر صرف = 1323 ريالاً للدولار وهي أرقام مقاربة لأسعار السوق السوداء.

جاء هذا الإجراء وفق خبراء اقتصاد في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعايشها البلاد بفعل فشل الحكومة الموالية للتحالف في إدارة الملف الاقتصادي.

ورغم أن البنك المركزي يقول أن الهدف من المزادات هو ” توفير احتياجات التجار من العملة الصعبة للاستيراد” إلا أن -خبراء اقتصاد- اوضحوا أن عمليات بيع احتياطات العملة الصعبة من البنك المركزي، وبأسعار مقاربة لأسعار السوق السوداء جعل مسألة التفكير باستقرار العملة المحلية ضرباً من المستحيل، بسبب التضخم الكبير في طباعة العملة دون غطاء، وعدم تواجد غطاء من العملة الصعبة، يمكن أن يعيد التعافي للريال اليمني في عدن وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف.

كما استنكر الكثير من المتهمين بالشأن اليمني مماطلة دول التحالف في تقديم منح مالية لدعم العملة المحلية، في الوقت التي تتسابق في تقديم منح مالية لدول عدة بمئات المليارات كما حدث في دعم السعودية والإمارات للعملة المحلية في تركيا.

أوضاع مأساوية

ويشكو المواطنون في المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف، من عدم قيام الحكومة الموالية للتحالف باتخاذ أي إجراءات تهدف الحد من انهيار العملة وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، وعدم قدرة المواطنين على تلبية المتطلبات الأساسية من السلع الغذائية والأساسية، حيث وصل سعر الكيلو الدقيق إلى 1560 ريال، بينما يصل سعر كيلو السمك إلى 20000 ريال.

وكشف الكثير من سكان تلك المناطق عجزهم عن تلبية أبسط متطلبات سد جوع أسرهم جراء الارتفاع اليومي للأسعار بشكل جنوني.

وأشار السكان، إلى أن الأجور لم تحظى بأي زيادة تواكب الانهيار الحاصل للعملة بعد أن فقد الريال اليمني أكثر من 50% من قيمته خلال الأشهر الماضية في المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة التحالف.

أسواق مهجورة

وفي سياق متصل، شكا التجار جنوب وشرق اليمن من الركود الناتج عن الشلل الكبير الذي أصاب عملية التسوق وأضعف القدرة الشرائية في أهم المواسم التجارية التي تتزامن مع موسم الأعياد والتي يعول عليها التجار في كسب الرزق وتغطية ما يفرض عليهم من جبايات مجحفة من قبل العناصر المسلحة التابعة للتحالف.

وأكد التجار أن تراجع عملية الشراء والمبيعات مع قرب موسم العيد مشهد غير معتاد حتى خلال السنوات الثمان الماضية من الحرب والحصار.

ولفت التجار، إلى أن الركود جاء نتيجة عزوف الناس عن شراء متطلبات العيد من كسوة ومكسرات وأضاحي جراء تضخم أسعارها مقابل أولوية توفير الخبز.

قد يعجبك ايضا