طالبان تحارب التعليم، وتستمر في منع النساء من التعليم وتغلق مراكز التعليم جنوبي أفغانستان
Share
فرضت مجموعة طالبان بعد أن أحكمت سيطرتها على أفغانستان سلسلة من القيود الصارمة على التعليم العام في البلاد بما في ذلك حرمان الفتيات بشكل كامل من الدراسة في مرحلة ما بعد الصف السادس.
وفي أحدث تطور، أغلقت طالبان جميع مراكز التعليم المحلية في ولايتي هلمند وقندهار جنوبي أفغانستان “حتى إشعار آخر”.
وأصدرت وزارة معارف مجموعة طالبان تعميما لجميع قطاعات التعليم بهاتين الولايتين قررت بموجبه إغلاق مراكز التعليم حتى الانتهاء من دراسة “الأنشطة موضع الخلاف”. وقالت أنها شكلت هيئة لدراسة أنشطة مراكز التعليم المحلية في هاتين الولايتين.
وأوضحت وزارة المعارف الطالبانية أن هذه الهيئة ستعد تقريرا تسلمه إلى وزير المعارف ومن خلاله إلى زعيم طالبان.
وقد أنشأت المنظمات الدولية بما فيها اليونيسف ومنظمة أنقذوا الأطفال، مئات المراكز التعليمية المحلية للاطفال المتخلفين عن الحضور في الفصول الدراسية بولايتي هلمند وقندهار.
ويتلقى الأطفال البنين والبنات ممن حرموا من التعلم لأي سبب كان والذهاب إلى المدرسة، التعليم والدراسة في هذه المراكز التعليمية.
573 يوما يمر على حرمان الفتيات من الدراسة
وأغلقت مجموعة طالبان المراكز التعليمية المحلية في هلمند بسبب ما أسمته “الأنشطة المختلف عليها” فيما يمر 573 يوما على حرمانها الفتيات اللواتي تجاوزن الصف السادس، من تلقي التعليم.
وفضلا عن ذلك، منعت هذه المجموعة، الفتيات من الالتحاق بالجامعات ومراكز التعليم الخاصة، كما حظرت عمل النساء في الدوائر الحكومية والمنظمات المدنية الداخلية والدولية ومكاتب الأمم المتحدة في أفغانستان.
وتبريرا لإجرائها أوردت سلطات طالبان أسبابا مختلفة لمنع الفتيات من الدراسة، وعزت البعض منها إلى القضايا الثقافية فيما قال بعض مسؤوليها أن الظروف من وجهة النظر “الشرعية والإسلامية” لتعليم الفتيات، غير مؤاتية.
لكن نشطاء حقوق المرأة يرون أن هذه المجموعة تستخدم تعليم النساء وعملهن، كأداة سياسية لـ “ابتراز” المجتع الدولي.
وقد نددت الأسرة الدولية مرارا وتكرارا بقرارات مجموعة طالبان بمنع النساء من تلقي التعليم والعمل ودعت إلى إلغائها، بيد أن طالبان لم تستجب لحد الان لهذه المطالب وما زالت تضع المزيد من القيود على النساء.
التخوف من إغلاق جميع المراكز التعليمية في أفغانستان
وكما أسلفنا فان مجموعة طالبان أغلقت مراكز التعليم المحلية بولايتي هلمند وقندهار بسبب ما أسمته “أنشطتها موضع الخلاف”، لكن لم يتضح بعد ما هي الخلافات القائمة بين طالبان والمنظمات الدولية التي أنشأت هذه المراكز أصلا، حتى جعلت طالبان تتجه نحو إغلاقها.
لكن إغلاق هذه المراكز التي يتلقى في بعضها مئات الصبيان المتخلفين عن المدارس، التعليم أثار هذه المخاوف من أن طالبان قد تتجه نحو إغلاق المدارس ومراكز التعليم للبنين، تحت ذرائع مختلفة.
ويذهب المراقبون إلى أن مجموعة طالبان وفي ظل قرائتها المتطرفة للدين والتعاليم الدينية، تتخذ من “تطبيق الأحكام الشرعية” ذريعة لفعلتها هذه وبالتالي تصدر تعليمات متطرفة ومتشددة تستهدف الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني بما فيها الحق في التعليم.
وقد طبّقت طالبان منذ هيمنتها على أفغانستان، قيودا في الميادين الاجتماعية والتعليمية بصورة متدرجة، ومع قرارها الجديد بشأن المراكز التعليمية بهاتين الولايتين الجنوبيتين، تزايدت التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المجموعة عازمة على إغلاق جميع مراكز التعليم في البلاد.
وتُعد أفغانستان، البلد الوحيد الان في العالم، الذي يحظر التعليم على الفتيات بصورة تامة، وإن تم إغلاق جميع المراكز التعليمية في البلاد، فانها ستدخل إحدى أظلم وأحلك حقبها التاريخية.