verticalelllllan
verticalelllllan

رمضان في أفغانستان؛ “ارتفاع أسعار المواد الغذائية وجيوب الناس فارغة”

مع سيطرة طالبان على أفغانستان، تفشى الفقر على نطاق واسع في البلاد، وارتفعت على إثرها أسعار المواد الغذائية وسائر السلع بشكل غير مسبوق، والان ومع حلول شهر رمضان الكريم، ازدادت أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا مرة أخرى.

وحسب تقرير شفقنا أفغانستان أن المواطنين الأفغان يقولون أنه مع حلول الشهر الفضيل، ازدادت أسعار عدد من المواد الغذائية لعدة أمثال. رغم أن مجموعة طالبان أعلنت أنها قامت بخفض الضرائب على عدد من المواد الغذائية في خطوة للحد من تصاعد الأسعار.

وذكر بيان لوزارة مالية طالبان أنها خفضت الرسوم الجمركية على ستة أصناف من المواد الغذائية وهي البطاطا والباذنجان والبامية والتفاح والتمور والبطيخ الأحمر بنسبة تتراوح ما بين 17 إلى 80 بالمائة.

وبجانب ذلك، تم تداول فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها أفراد من طالبان وهم يتفقدون الأسواق لمراقبة الأسعار، ويسألون أصحاب المحال التجارية عن أسعار بعض المواد الغذائية ويحذرونهم أنه في حالة عدم تقيدهم بأسعار أمانة (بلدية) كابل، فانه سيتم تحرير غرامات مالية ضدهم وكذلك إغلاق محالهم التجارية.

لكن هذا الإجراء الطالباني لم يكن ذا وقع على ما يبدو، بل أن المواطنين ما يزالون يشكون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية في شهر رمضان.

أسعار أي مادة غذائية شهدت ارتفاعاا؟

ويقول المواطنون الأفغان أنه مع مضي عشرة أيام على شهر رمضان، فان أسعار عدد من المواد الغذائية ازدادت لأكثر من الضعفين.

وأضافوا أن أسعار الباذنجان والبصل والتمور والسكر والطحين قد ارتفعت بشدة في أسواق كابل مقارنة بالأيام العشرة السابقة، ولم تستطع بلدية طالبان من مراقبة السوق والتحكم بالأسعار.

وأبلغ صابر وهو أحد سكان مدينة كابل، مراسل شفقنا أنه حتى قبل حلول شهر رمضان، كان الكيلوغرام الواحد من الباذنجان يُباع في أسواق كابل ما بين 35 إلى 40 أفغانيًا، لكن ومع حلول الشهر الفضيل، ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى حتى 120 أفغانيًا وقد توقف الان عند 75 أفغانيًا.

ويضيف أن سعر الكيلوغرام الواحد من البصل في أسواق كابل كان 40 أفغانيًا لكنه ارتفع اليوم إلى 80 أفغانيًا. وحسب هذا المواطن الأفغاني فان العلبة الواحدة من التمور كانت تُباع سابقًا بـ 80 أفغانيًا لكنها أصبحت اليوم تُباع بسعر يتراوح ما بين 110 و 120 أفغانيًا.

ويقول ضيافت الله وهو أحد سكان كابل أيضًا إن “التجار يحتكرون السلع” ولاتمارس مجموعة طالبان الرقابة على السوق بشكل دقيق، لذلك، فان أصحاب المحال التجارية يبيعون المواد الغذائية كيفما يشاؤون.

وقد نشرت أمانة كابل قائمة بأسعار السلع وطالبت أصحاب المحال التجارية ببيع سلعهم من المواد الغذئية وفقًا لهذه القائمة.

غير أن أحد بائعي الأطعمة في مدينة كابل قال لمراسل شفقنا إن التجار لا يستطيعون بيع سلعهم وفقًا لقائمة بلدية كابل؛ لانهم يشترونها حسب سعر الدولار وأن سعر صرف العملة الأفغانية (أفغاني) ليس ثابتا إزاء الدولار؛ لذلك يرتفع السعر يومًا وينخفض يومًا آخر.

ويتابع أنه لهذا السبب، فان أسعار المواد الغذائية متأرجحة في أسواق كابل، ويستغل عدد من التجار “ذريعة ارتفاعسعر صرف الدولار” لفترة غير معلومة لبيع بضائعهمبأسعار مرتفعة.

الناس الذين ما زالوا يصارعون الفقر

وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية في رمضان بينما يُقاسي أبناء الشعب من فقر مدقع وبطالة.

وتفيد إحصاءات الأمم المتحدة أن نسبة الأشخاص المعوزين في أفغانستان، آخذة بالازدياد بشدة، وهناك في الوقت الحاضر أكثر من 28.3 مليون نسمة في أفغانستان، بحاجة إلى المساعدات الانسانية لتلبية سبل العيش.

وجعلت زيادة أسعار المواد الغذائية الناس لا سيما النساء الفاقدات للمُعيل، يواجهن مشاكل جادة وأصبح العديد منهن بحاجة إلى دعم لتوفير لقمة العيش.

نسرين وهو اسم (مستعار) لسيدة تترأس أسرتها، كانت تعمل في حياكة السجاد لتوفير متطلبات واحتياجات أبنائها حتى قبل سيطرة طالبان على أفغانستان. والان فقدت مهنتها بعد سيطرة طالبان على البلاد، وهي تجلس في الوقت الحاضر بجانب مخبز في كابل عسى أن يتلطف أحدهم عليها برغيف خبز.

وتقول: “عندما يحلّ الصوم [رمضان] ينتابنا القلق أكثر من أي وقت مضى، فمن جهة ترتفع الأسعار، ومن جهة أخرى، لا يملك أي أحد طعامًا طوال اليوم حتى نأخذ فتاته إلى المنزل. وقبل شهر الصيام، كنا نذهب إلى المطاعم ونجمع بقايا الطعام، والان حيث تغلق المطاعم أبوابها.”

وهناك المئات من النساء الأخريات مثلهن مثل نسرين، يجلسن أثناء موعد الإفطار بجانب المخابز بمدينة كابل عسى أن يعطيهم الناس أرغفة خبز ليأخذونها إلى بيوتهن.

وقالت إحدى هؤلاء السيدات لمراسل شفقنا أنهن تناولن طيلة أيام رمضان، الخبز اليابس فحسب بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ولم تتمكن من طهي الطعام الذي يُستخدم الزيت في طهيه.

إن تصاعد الفقر والبطالة وعدم مراقبة أسعار البضائع والمواد الغذائية، أديا إلى أن يواجه الكثير من المواطنين الأفغان مشاكل جادة وأن بعضهم يفقدون قدرتهم على شراء الخبز اليابس في شهر رمضان حتى. 

قد يعجبك ايضا