verticalelllllan
verticalelllllan

“أمة الرحمن” لم تشفع لها دموع والديها.. مأساة طفلة قتلها الإهمال والمرض في تعز

وضع مخيف ومقلق وواقع مؤلم فرضه تفشي وباء حمى الضنك الذي يغزو بشكل كارثي كافة مناطق محافظة تعز، حيث تواصل الموجة الجديدة من الوباء التفشي والفتك بأرواح العديد من الأطفال والكبار على نطاق واسع وغير مسبوق، وسط تدهور في الخدمات الصحية وفي ظل عدم مبالاة سلطات التحالف بالمحافظة.

 

معاناة تفوق الحصر

صورة الطفلة مروى 6 سنوات وشقيقها محمد 9 سنوات قبل وفاتها

انتشار فيروس حمى الضنك يُعد واحدة من أقسى المحن الإنسانية التي شهدتها اليمن.. لمواطنين يمنيين معظمهم أطفال أبرياء دمر فيروس خبيث حياتهم في عمر الزهور والأخبث منه إهمال السلطات التابعة لدول التحالف، كان من المفترض أن تكون عوناً لهم في الوقاية منه والصمود امام طغيان المرض الخبيث الذي يجري في عروقهم الهزيلة ليل نهار، والأشد قساوة في المحنة أن “المرافق الطبية في تعز تنظر للمرضى بأنهم مجرد سلعة تجارية” حسب قول بعض الناشطين.

وعلى الرغم من الخلاف بشأن الإحصائيات الدقيقة لعدد الإصابات ‏والوفيات الناتجة عن حمى الضنك، والتي قدرت بحسب بيانات مكتب صحة تعز التابع لسلطات “حكومة” التحالف بأكثر من 12 ألف إصابة و “23 حالة وفاة” بحسب ناشطين، منذ مطلع العام الجاري ، إلا أن الجميع متفق أن الوباء استوطن محافظة ‏تعز واستباحها في غفلة من سلطات المدينة وأن ‏خطره يتعاظم مع مرور الأيام.

المعاناة التي سنتحدث عنها اليوم في تعز، ليست أرقام وإحصائيات بل معاناة تفوق الحصر وتعجز كافة علوم الرياضيات والجبر عن حصرها في أرقام ، فقد كسرت تلك المعاناة قلوب آباء وأمهات قبل أن تكسر عظام المصابين وهم يشاهدون فلذات أكبادهم، يصارعون الموت تحت وطأة تصاعد وباء حمى الضنك القاتل بشكل يومي في بلد أنهكته الحرب والحصار للعام الثامن على التوالي.

أمة الرحمن أخر الضحايا

أخر صورة للضحية أمة الرحمن

المرض لا يؤلم المريض فقط، بل يؤلم من أحبوه أيضاً، فكيف الحال بألم الوالدين وفلذة أكبادهم يصارعون الموت وكيف بقلبيهما الحزينان والمكلومان أن يتحملا رؤية الموت في حدقات عيون أبنائهم ؟! لا أحد يستطيع الإحساس بتلك المشاعر والأحاسيس الكئيبة إلا من عايشها وكان له أبناء يحتضرون على فراش ما بين الحياة والموت وهم في صراع متسارع ومؤلم وغير متكافئ مع ويلات الموت.!

أخر ضحايا الفيروس القاتل وفاة الطفلة أمة الرحمن عبدالله المجاهد التي لم يتجاوز عمرها (6 سنوات)، الضحية “أمة الرحمن” من سكان مديرية المظفر، توفيت بعد أيام من وفاة الطفلة “مروى علاء عبده علي” 6 سنوات، وشقيقها “محمد”  9 سنوات إثر إصابتهما بحمى الضنك، فيما أم الطفلين ما تزال ترقد في العناية المركزة.

أمة الرحمن التي لم ترغد بالعيش ولم تستوعب ما يحيطها في الحياة والتي لم يستوعب عقلها الصغير بعد ما الذي يعنيه هذا المرض الفتاك والإهمال من الجهات المعنية كل ما كانت تستوعبه هو ويلات حمى وباء يكسر العظام وكافة خلايا الجسم.

أغلقت كافة أبواب الأمل في وجه أسرة أمة الرحمن، فكانت قلوبهم تنفطر وهم يشاهدون طفلتهم الحبيبة تذوي أمام أعينهم وهم يقفون عاجزين لا يجدون وسيلة لتخليصها من معاناتها والعودة بها من جديد إلى بر الأمان، ومن دون مقدمات أعلن الطاقم الطبي عن وفاة أمة الرحمن خلال أقل من 24 ساعة من دخولها العناية المركزة.

معاناة أسرة “أمة الرحمن” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل معاناة كافة أسر المحافظة التي باتت منطقة شبه منكوبة صحياً.

قد يعجبك ايضا