verticalelllllan
verticalelllllan

وسط تقاعس سلطات التحالف.. حمى الضنك تجتاح مدينة تعز والضحايا في تزايد

تواصل المواجهة الجديدة من وباء حمى الضنك في التفشي والانتشار والفتك بأرواح العديد من الأطفال والكبار على نطاق واسع وغير مسبوق في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، وسط تدهور في الخدمات الصحية وفي ظل عدم مبالاة سلطات التحالف بالمحافظة التي باتت في حكم المنطقة المنكوبة صحياً.

وتوفي خلال الأيام الماضية، عدد كبير من المواطنين بينهم أطفال في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، جراء تفشي حمى الضنك بشكل كبير ومتسارع في المدينة الذي صنفته مراكز صحية في تعز بالأشد فتكا بالمقارنة بالموجات السابقة من نفس المرض خلال الأعوام الماضية.

 

يا فصيح لمن تصيح

من ضحايا كارثة تفشي حمى الضنك في تعز الطفلين مروة ومحمد

 

ويتهم ناشطون من مدينة تعز السلطات الصحية التابعة لسلطة التحالف، بالتقاعس عن مواجهة جائحة حمى الضنك.

كما يشكو العديد من سكان المحافظة من انتشار مرض الحميات بشكل مخيف جدا مع عدم توفر مراكز وأطباء متخصصون بالمرض، للحد من انتشار الوباء وتداعيته الخطيرة على صحة المرضى.

وفي السياق، طالب “تيسير السامعي” نائب مدير الإعلام والتثقيف في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان التابع لسلطة التحالف بالمحافظة، في تصريح لقناة “المهرية” في 25 أكتوبر الماضي، بضرورة  قيام سلطة التحالف بتوفيرمركز متخصص بالحُميات وحمَّى الضَّنك، لأن الكثير من الوفيات تحدث بسبب المعالجات الخاطئة. “

هذه المناشدة اعتبرها المراقبون والمهتمون بالوضع الصحي في تعز، سبباً في قيام “نبيل شمسان” محافظ التحالف في تعز بعزل السامعي من منصبه إلى جانب الدكتور “راجح عبدالواحد المليكي” مدير عام مكتب الصحة قبل 3 أيام.

وكشفت مراكز طبية وصحية في تعز، أن “الجزء الأكبر من المصابين بحمى الضنك في مدينة تعز يكابدون آلام المرض في منازلهم بسبب ضعف حالتهم المادية المتردية أو لضعف ثقتهم بجودة الخدمة الطبية في المستشفيات التابعة لسلطات التحالف”.

‏ وقال الدكتور سمير سفيان مدير مستشفى ‏الروضة في تصريح سابق أنه لا ‏توجد أجهزة متطورة للفحص، مضيفاً: “نقوم ‏بالفحوصات من خلال الشرائح الخاصة مثل (إن. ‏تي. جي”، و”إن. تي. بودي”، ومن خلالها يتم التأكد ‏من حمى الضنك في الأيام الأولى، وكنا نقدم ‏فحوصات “الدانجو” وكانت كل حالة تتابع إلى أن ‏توصل إلى آخر مرحلة فيتم التأكد من أنها مصابة ‏بحمى الضنك”. ‏

بيان مثير للسخرية

مسؤلو صحة تعز

 

وأثار البيان الصادر عن مكتب وزارة الصحة العامة والسكان التابع لسلطة التحالف بالمحافظة، الخميس الماضي، سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ودعا البيان، مكاتب النظافة وسكان المدينة إلى التخلص من القمامة وردم المستنقعات، وبؤر توالد البعوض، التي تفاقم وتوسع دائرة هذا الوباء.

يقول أحمد خالد أحد أباء المصابين : “لو أن الجهات المعنية تدخلت ‏مبكرا لكان الأمر أهون علينا مما نحن فيه، فنحن ‏نجهل المرض وأسبابه والبيئة التي يتكاثر فيها ناقله ‏والوقاية منه ولم نعرف أنه حمى الضنك إلا في ‏وقت متأخر”.‏

وقالت الناشطة خلود العبسي في منشور على الفيسبوك” رصدته “وكالة الصحافة اليمنية” أمس الجمعة: “حمى الضنك تنتشر في محافظة تعز بشكل مرعب وحالات الاصابة تزداد يوما بعد يوم وتحصد كل يوم أرواح الكبار والصغار ومرتزقة العدوان مشغولين بحرب الإتاوات وجبايات الأسواق”.

 

احصائيات مرعبة

الشابة هدى المجاهد أخر ضحايا الوباء

وعلى الرغم من الخلاف بشأن الإحصائيات الدقيقة لعدد الإصابات ‏والوفيات، إلا أن الجميع متفق أن الوباء استوطن محافظة ‏تعز واستباحها في غفلة من سبات سلطات المدينة وأن ‏خطره يتعاظم مع مرور الأيام.

ووفقاً لمركز الترصد الوبائي في تعز، فقد بلغت عدد حالات الإصابة بوباء حمى الضنك في تعز منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم ١١ ألفا و ٥٠٠ حالة منها ١٧ حالة وفاة.

أخر ضحايا الفيروس القاتل وفاة الشابة هدى مجاهد (20 سنة) من سكان حارة “الكمب بازرعة” وذلك بعد أيام من وفاة الطفلة “مروى علاء عبده علي” 6 سنوات، التي توفيت بعد 24 ساعة من وفاة شقيقها “محمد”  9 سنوات إثر إصابتهما بحمى الضنك، فيما أم الطفلين ما تزال ترقد في العناية المركزة.

وكانت وزارة الصحة والسكان في صنعاء، قد أكدت في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، أن عدد الوفيات جراء الملاريا وحمى الضنك بلغ أكثر من 260 ألف حالة منذ 2015م حتى نهاية عام 2019م التي كان لحرب التحالف الدور الأكبر في انتشارها.

وفي المؤتمر أكد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الأولية الدكتور محمد المنصور، أن أنشطة وخطط برنامج مكافحة الملاريا، تعثرت بفعل الحرب والحصار ما أدى لارتفاع حالات الإصابة بالملاريا من 513 ألف إصابة عام 2015 إلى مليون و100 ألف إصابة عام 2019م، خاصة بعد انتشار المرض في مناطق جديدة في عدد من مديريات الحديدة وحجة جراء نزوح المواطنين.

قد يعجبك ايضا