verticalelllllan
verticalelllllan

تحذير أممي من أن انعدام الأمن الغذائي في سري لانكا من المرجح أن يتفاقم وسط ضعف في الإنتاج الزراعي وأزمة اقتصادية مستمرة

في تقرير جديد، حذرت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي من أن ما يقدر بنحو 6.3 مليون شخص في سري لانكا يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، المتوسط والشديد ومن المتوقع أن يتفاقم وضعهم – لا سيما خلال موسم العجاف من تشرين الأول / أكتوبر إلى شباط / فبراير – إذا لم يتم تقديم المساعدة الكافية المنقذة للحياة ودعم سبل العيش.

وجد التقرير الصادر عن بعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي المشتركة أن موسمين متتاليين من ضعف المحاصيل أديا إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 50 في المائة تقريباً، إلى جانب انخفاض واردات الحبوب الغذائية بسبب قيود صرف العملات لأجنبية. ويشير التقرير إلى أن المساعدات الغذائية الفورية وبرامج كسب العيش – بما في ذلك من خلال آليات المساعدة الاجتماعية القائمة – تعتبر بالغة الأهمية لتمكين الأسر من الوصول إلى الأغذية المفيدة.

وقال فيمليندرا شاران، ممثل الفاو في سري لانكا: “من أجل تجنب المزيد من التدهور في ظروف الأمن الغذائي ودعم استعادة الإنتاج الزراعي، يجب أن تظل المساعدة في كسب العيش التي تستهدف المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة أولوية. مع اعتماد حوالي 30 في المائة من السكان على الزراعة، فإن تحسين القدرة الإنتاجية للمزارعين سيعزز في نهاية المطاف مرونة القطاع الزراعي، ويقلل متطلبات الاستيراد وسط نقص في احتياطات العملات الأجنبية، ويحول دون زيادة الجوع.”

من جانبه، قال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في سري لانكا، عبد الرحيم صديقي: “بعد شهور من هذه الأزمة الاقتصادية المعوقة، تنفد الخيارات المتاحة أمام الأسر – لقد استنفدت. أكثر من 60 في المائة من العائلات تأكل كميات أقل وتأكل طعاماً أرخص وأقل تغذية. يأتي ذلك في وقت أجبرت فيه القيود المالية الحكومة على تقليص برامج التغذية، مثل الوجبات المدرسية والأغذية المدعمة للأمهات والأطفال الذين يعانون من نقص التغذية. تتمثل الأولوية القصوى لبرنامج الأغذية العالمي في تقديم مساعدات غذائية وتغذوية فورية للمجتمعات الأكثر عرضة للخطر لمنع المزيد من التدهور في مستوى تغذيتهم.”

بناءً على طلب الحكومة، زارت البعثة المشتركة لتقييم المحاصيل والأمن الغذائي جميع المقاطعات الـ 25 في البلاد بين حزيران / يونيو وتموز / يوليو 2022 لتحليل مستويات الإنتاج الزراعي في عام 2022، لا سيما الحبوب الأساسية، وكذلك لتقييم ظروف الأمن الغذائي للأسر.

الحقول في سري لانكا بارة لأن الأسمدة والوقود يجعل الزراعة غير مربحة
© WFP/Josh Estey
الحقول في سري لانكا بارة لأن الأسمدة والوقود يجعل الزراعة غير مربحة

انخفاض كبير في المحاصيل

تسببت أزمة اقتصادية كلية لاذعة في سري لانكا في حدوث نقص شديد وارتفاع حاد في أسعار المنتجات الأساسية، بما في ذلك المواد الغذائية والمدخلات الزراعية والوقود والأدوية، مما أضر بشدة بالنشاط الاقتصادي، مع حدوث اضطرابات كبيرة في الإنتاج الزراعي.

ووجد التقرير أنه من المتوقع أن يصل إنتاج الأرز غير المقشور، وهو المادة الغذائية الرئيسية في البلاد، إلى 3 ملايين طن متري في عام 2022، وهو أدنى مستوى منذ موسم الحصاد المتأثر بالجفاف لعام 2017، ويرجع ذلك في الغالب إلى انخفاض الإنتاجية بسبب تقلص استخدام الأسمدة.

كما تدنى مستوى إنتاج الذرة التي تستخدم في الغالب كعلف للحيوانات بنحو 40 في المائة عن متوسط السنوات الخمس الماضية، مع آثار سلبية على إنتاج الدواجن والماشية. وبالمثل، فإن إنتاج الخضروات والفواكه والمحاصيل الموجهة للتصدير، مثل الشاي والمطاط وجوز الهند والبهارات، أقل بكثير من المتوسط، مما يتسبب في انخفاض كبير في دخل الأسر وعائدات التصدير.

وشهدت أسعار معظم المواد الغذائية ارتفاعا مطردا منذ الربع الأخير من عام 2021 ووصلت إلى مستوى قياسي جديد في آب / أغسطس 2022، فيما وصل معدل تضخم أسعار الغذاء على أساس سنوي إلى قرابة 94 بالمئة.

يكافح السريلانكيون لتلبية احتياجاتهم الغذائية والتغذوية في مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
© WFP/Josh Estey
يكافح السريلانكيون لتلبية احتياجاتهم الغذائية والتغذوية في مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

توصيات البعثة

التوصيات الرئيسية للبعثة المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي هي توفير الغذاء فورا أو المساعدة القائمة على النقد للمجتمعات الضعيفة والمهمشة، بما في ذلك النساء الحوامل والمرضعات والأسر التي تعولها نساء والأشخاص ذوو الإعاقة، لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الفورية للغذاء والتغذية.

كما يوصي التقرير بتوفير المدخلات الزراعية فورا، بما في ذلك الأسمدة، مع التركيز على المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة. كما يوضح التقرير الحاجة إلى دعم الأسر لإنشاء حدائق منزلية وبساتين في الفناء الخلفي لتحسين حالتها التغذوية، مع توفير كميات كافية من الوقود لضمان فعالية زراعة المحاصيل الغذائية وحصادها ونقلها ومعالجتها.

كما يقترح التقرير توفير علف حيواني عالي المغذيات ولقاحات ومستلزمات صحية بيطرية بأسعار مدعومة لأصحاب الماشية، وخاصة لمنتجي الألبان والدواجن للتخفيف من آثار نقص الأعلاف. وسلط الضوء على دعم استئناف واستمرار برامج التغذية الوطنية مثل الوجبات المدرسية، التي واجهت اضطرابات بسبب قيود التمويل، كأولوية.

نساء ينتظرن دورهن لتلقي قسائم الطعام في عيادة حكومية في كولومبو
© WFP/Parvinder Singh
نساء ينتظرن دورهن لتلقي قسائم الطعام في عيادة حكومية في كولومبو

العمل الجاري على أرض الواقع

من بين أنشطتها العديدة على الأرض لتلبية احتياجات الأمن الغذائي وحماية سبل العيش، توفر منظمة الأغذية والزراعة عبوات الأسمدة لأكثر من 15 ألف مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة في خمس من أفقر المناطق في البلاد ويتم وضع اللمسات الأخيرة على الخطط لمساعدة 116,800 آخرين. كما تم تزويد ما يقرب من 7,000 من صغار الصيادين الحرفيين البحريين الأكثر ضعفاً بتحويلات نقدية غير مشروطة لتلبية احتياجاتهم الغذائية الفورية.

من ناحية أخرى، بدأ برنامج الأغذية العالمي عملية الاستجابة الطارئة في حزيران / يونيو بتوزيع قسائم بقيمة حوالي 40 دولاراً أمريكياً على النساء الحوامل في الأحياء المحرومة في العاصمة كولومبو. ويهدف البرنامج إلى الوصول إلى 3.4 مليون شخص بحلول نهاية العام، بما في ذلك 1.4 مليون شخص من خلال النقد أو القسائم أو الطعام. ستركز هذه المساعدة المستهدفة على المجتمعات الأكثر ضعفاً وتهميشاً، بما في ذلك النساء الحوامل والمرضعات والأشخاص ذوو الإعاقة والأمراض المزمنة والأسر التي تعولها نساء والأسر ذات الدخل المنخفض التي تضم أكثر من أربعة أعضاء مسجلين في مخطط الحماية الاجتماعية الوطني، ساموردهي.

قد يعجبك ايضا