verticalelllllan
verticalelllllan

من الحروب القبلية حتى المائية… هل الحروب حقيقة مقبولة في افريقيا؟

لم يترك البشر الحرب والصراع يوما ما في تاريخ المعمورة، وهذا ما يبرهن عليه تاريخه الممتد إلى خمسة آلاف عام، خلود الحروب وبقاءها قد يعتمد على فرضية متناقضة وهي ان الحرب تضفي على البشرية المعنى، فلا تريد البشرية ان تضع حدا لها. ان جل الحروب تتبع نموذجا ثابتا وتندلع لأسباب مماثلة، وان الدول المتحاربة تعيش ظروفا مماثلة، لكن ما يحدث الفارق بين الدول المتصارعة هو دعم العالم لهم من عدمه.

فكما لا تولي القوى العظمى بشكل أو بآخر ومنها أمريكا والصين وروسيا، اهتماما في توجهاتها الإعلامية للدول الإفريقية الضعيفة، فان وسائل الإعلام في بلداننا وبسبب إيلاء الاهتمام بالدول المجاورة التي تعاني من التوتر والعنف والحروب، وتواجد الجماعات الإرهابية مثل داعش وطالبان في المنطقة، لا وقت لها للتطرق وتسليط الضوء على الدول الإفريقية البعيدة عنها.

ان السودان وليبيا ومناطق من الجزائر وعدد من الدول الإفريقية تعاني من الحرب وعدم الاستقرار ولا تجد طريقا للهروب من هذا الواقع، وقلما تهتم وسائل الإعلام بهذه الحروب او تقوم بالبحث عن الأسباب وكيفية ظهورها، إلا في حال تعرض مصالح القوى العظمى للخطر، فقد يتبادر في أذهاننا أكثر من سؤال حول السبب الكامن وراء ظهور التوتر في إفريقيا، ولماذا يتخذ العالم الصمت تجاه حالات القتل وعدم الاستقرار التي تعاني منه تلك الدول، وعندما لم نجد إجابة لهذه الأسئلة، نعد حالات انعدام الأمن والحرب في أفريقيا واقعا مقبولا لهذا الجزء من العالم.

حرب المياه

كثيرا ما تتردد عبارة “الحرب الكونية الثالثة ستندلع بسبب المياه”، ومع انه لا يمكن تأييد أو رفض هذه المقولة إلا ان ما حدث في السنوات المنصرمة في الكثير من الدول الإفريقية قد جعل هذه المقولة أقرب إلى التحقيق والبلورة على ارض الواقع، فمنذ عامين وهناك توترات بين مصر وإثيوبيا عنوانها المياه، ونهر النيل وسد النهضة التي قامت إثيوبيا ببنائه. فان ما يقارب 70 بالمائة من سكان مصر يمتهنون الزراعة وان قضية قلة المياه في دولة توفر قسما كبيرا من عائداتها من الزراعة تعد قضية مصيرية، ان إثيوبيا وعبر انشاء السد حرمت مصر من الزراعة، فان النيل يمر من السودان ومصر وإثيوبيا، كما ان اتخاذ السودان الصمت تجاه ما تقوم به إثيوبيا يعود إلى غياب الدولة المركزية والحرب الداخلية الجارية هناك.

سيطرة الجيش على السودان

“الجنود يطلقون النار على القرى ويحرقون البيوت ويأخذون المواشي ويقتلون القرويين و.” إنها جانب من الظروف التي تروى نتيجة حكم العسكر على السودان، إنهم قد استلموا السلطة قبل أشهر نتيجة الانقلاب العسكري، فالسودان ومنذ عقد من الزمن لم ير الهدوء والاستقرار ولا تقدم أي دولة المساعدات له، وهذا الواقع قد اشتد منذ الإطاحة بعمر البشير وسلطة العسكر الذي يرفض تسليمه إلى المدنيين ومع انه تم اختيار رئيس وزراء جديد لكنه اضطر إلى الاستقالة نتيجة عدم التمتع بصلاحيات ضرورية لإدارة الأمور.

الحروب القبلية في ليبيا

ان الدكتاتور عندما يهيمن على الوضع فلا يسبب العنف والتوتر لكن الإطاحة به يخلق ظروفا سمتها التوترات والأزمات وهذا ما شاهدنا في ليبيا، فانها كانت تعاني المشاكل عند حكم القذافي لكن التوترات والمشاكل قد زادت بعد الإطاحة به، هناك توترات كثيرة بين مختلف مناطق ليبيا، إذ تحكمها القبائل، ومن جهة أخرى وبعد الإطاحة بالقذافي فان التيارات والأحزاب والقبائل قد تبنت توجهات خاصة بها بهدف السيطرة على الوضع، ففي الجنوب قد جمع ابن القذافي أنصارا له، ويريد إعادة أسرة القذافي بعد عقد من الزمن لتتربع على عرش الحكم، وهذا ما يشكل مصدر قلق لهذا البلد.

المصدر: صحيفة شرق

قد يعجبك ايضا