verticalelllllan
verticalelllllan

أسر يمنية تعارك من أجل البقاء

خلال أكثر من ست سنوات تدهورت أوضاع اليمنيين المعيشية وبحسب البيانات الرسمية والتقديرات فإن نسبة الفقر المدقع تصل إلى 60 % من السكان مع نهاية العام الماضي مقارنة بنحو 20 % في العام 2014م ومن المتوقع ارتفاع التدهور المفزع في المستوى المعيشي للسكان في حال استمرار العدوان والحصار الأمريكي.
 زهور عبدالله

الطفل العامل
محمد خليل طفل في العاشرة من عمره نزح قبل أربع سنوات مع أسرته من مدينة الحديدة إلى صنعاء كان يقوم بمساعدة والده الذي فقد عمله في خراج السمك بالحديدة قبل نزوحهم إلى صنعاء ..أصبح محمد الآن يذهب صباح كل يوم إلى حي البليلي بالعاصمة صنعاء للعمل وتوفير بعض مستلزمات أسرته رغم صغر سنه
ويقول محمد في حديثه “للأسرة ” : أعرف جيداً العمل في سوق السمك ولي خبرة في تقطيعها وكيفية حفظها وأنواعها المختلفة فقد كنت أذهب إلى خراج السمك مع والدي عندما كنا في الحديدة ومنذ أن كان عمري أربع سنوات والآن أقوم بمساعدة بعض أصحاب السمك في الأعمال المختلفة أو في البيع أو التنظيف لمساعدة والدي الذي لم يعد يستطيع العمل بعد أن أجرينا له عملية جراحية للكلى .

تداعيات العدوان
ومع تداعيات العدوان على اليمن والحصار الخانق الذي يفرضه منذ ما يقارب الستة أعوام يزداد الوضع الإنساني تفاقما في بلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية بحسب وصف الأمم المتحدة التي حذرّت مراراً من كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يتوقف العدوان والصراع .
ويفرض العدوان بقيادة الرياض حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً على اليمن مما ساهم في ارتفاع أعداد المتضررين من السكان المدنيين وبات أكثر من عشرين مليون يمني كما تقول المنظمة الأممية في حاجة ماسة لمساعدات عاجلة للبقاء على قيد الحياة.

دخل بسيط
ما يجنيه الطفل محمد ذو العشر سنوات نتيجة عمله بمساعدة أصحاب محلات السمك بحي البليلي لا يغطي احتياجاتهم الأساسية بما فيها إيجار الغرفة التي يسكنون فيها بمنطقة سعوان إلا انه يحاول توفير ما استطاع من ضروريات الحياة لأسرته وتقول والدة محمد : تحمل ابني المسؤولية رغم صغر سنه ولكن لا يوجد من يعيلنا بعد مرض والده ونزوحنا من منزلنا فهو يذهب للعمل صباحا ويعود قبل الظهر للذهاب إلى المدرسة فلم يكلّ ولم يضجر بل يحسسنا بأنه رجل وليس طفلاً فيقوم باكراً ويصليّ الفجر ثم يذاكر قبل أن يتوجه إلى عمله ويعود لي وهو يحمل مصروفاً للبيت وأحياناً يشتري علاج والده ويأتي إلينا وكلّه فرح وسرور وحيوية وبعدها يتوجه إلى المدرسة.
وتضيف والدة الطفل محمد : كثير ما تتضايق ابنتاي من الوضع المعيشي الذي وصلنا إليه ومن حالة السكن التي نحن فيها وهو دكان صغير بعد أن فارقنا منزلنا الكبير في منطقة الربصة بالحديدة فلم نعش يوما هذه الأوضاع المزرية ولكن محمد يقوم بطمأنة أخواته ويقول دوما بعد العسر يسرا ولابد أن نرضى بقضاء الله وقدره أما والد أطفالي فيكتفي بالدموع .

أوضاع معيشية صعبة
أسرة الطفل محمد خليل عياش ليست الوحيدة المتضررة من العدوان بل هناك آلاف الأسر اليمنية التي شردتها الحرب وضاعف من معاناتها العدوان والحصار ورمى بها في أوضاع معيشية صعبة للغاية.
ويقول الخبراء الاقتصاديون بأن العدوان والحصار يمارسان عقاباً جماعياً وشاملاً بحق اليمنيين وأن مستوى الفقر ارتفع بشكل مخيف ووصل إلى 80 % من السكان بحلول العام 2021م”.
فيما تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الفقر المدقع تصل إلى 60 % من السكان في حال استمرار العدوان والحصار الأمريكي”.

أثر مخيف
ويفرض العدوان حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً على اليمن مما ساهم في ارتفاع أعداد المتضررين من السكان المدنيين وبات أكثر من عشرين مليون يمني كما تقول المنظمة الأممية في حاجة ماسة لمساعدات عاجلة للبقاء على قيد الحياة.
وترك العدوان اثاره الكارثية على اليمنيين ويقول مرشد السلامي مدير عام الدراسات السكانية بقطاع الدراسات والتخطيط والتعاون الدولي: إن العدوان والحصار أثّراً على حياة اليمنيين المعيشية وإن الوضع الراهن مّس مختلف شرائح المجتمع وخاصة الطبقة المتوسطة والفقيرة
ويضيف السلامي : ارتفع مستوى الفقر في بلادنا بشكل مخيف من 48 % في العام 2014م إلى 80 % من السكان بحلول العام 2021 م ” .
وتعمد تحالف العدوان على اليمن المستمر على استهداف القطاعات الاقتصادية والحيوية والمرتبطة بمعيشة المواطنين وتدمير كل مقومات الحياة في انتهاك سافر لكل المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
وتسببت العدوان بزيادة الفقر في اليمن، ويقول الخبراء بأن اليمن سيصبح أفقر دولة في العالم إذا ما استمر العدوان حتى عام 2022م، فستُصنف اليمن كأفقر بلد في العالم، حيث يعيش 80 % من السكان تحت خط الفقر.
وارتفعت حدة الفقر أيضًا، حيث من المتوقع أن يعاني اليمن بحلول عام 2022م من أكبر فجوة فقر – المسافة بين متوسط الدخل وخط الفقر – في العالم وأدى العدوان إلى تعطيل الأسواق والمؤسسات وتدمير البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية.
ويقول تقرير الأمم المتحدة: إن أكثر من 80 % من سكان اليمن يحتاجون الآن إلى المساعدة الإنسانية والحماية. ويحذر التقرير من أنه إذا ظل اليمن في حالة حرب حتى عام 2030م، فستتحمل الأجيال القادمة التكاليف، مع استمرار الفقر في التعمّق، وتدمير المؤسسات، و سيكون اليمن أكثر عرضة لدائرة الصراع والمعاناة المستمرة والشرّيرة.

قد يعجبك ايضا