verticalelllllan
verticalelllllan

إغلاق الطرق … معاناة أخرى يتكبدها المصابات بسرطان الثدي

على متن  إحدى سيارات الأجرة تسافر  ” هدى عمر (38عاماً ) المصابة بسرطان الثدي من مدينة  زبيد الى محافظة الحديدة  في رحلة تستغرق  أربع ساعات متواصلة تسير فيها السيارة عبر طرق فرعية معظمها ترابية تتجشم فيها  عناء السفر ,,, فجسدها الذي انهكه المرض الخبيث لم يعد يحتمل الجلوس لساعات طويلة فما ان تصل الى مركز الأمل لعلاج الأورام إلا وقد اشتدت معاناتها وزادت آلآمها  …

 تتردد “هدى”   بين حين وآخر الى مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية بمدينة الحديدة لتلقي الجرعات الكيماوية لعلاج المرض لكنها في الأشهر الماضية بدأت تتاخر عن الذهاب للمركز حسب الموعد المحدد لتلقي العلاج بسبب صعوبة الوصول جراء إنقطاع الطريق الرئيسي المؤدي الى المدينة نتيجة العدوان

تقول هدى لــــ (الحديدة نيوز)   ” لم أعد أستطيع الوصول الى مركز الأمل لعلاج الأورام لتلقي العلاج حسب المواعيد المحددة لي من قبل الطبيب وذلك بسبب مشقة السفر المتعبة حيث كنت أسافر من مدينتي زبيد الى الحديدة في 80 دقيقة والان بعد ان تم إغلاق طريق كيلو16  المنفذ الرئيسي للعديد من المديريات الى مدينة الحديدة أصبح السفر طويلاً ويستغرق حوالي أربع ساعات إضافة الى ارتفاع اجرة السيارة وانا لا أستطيع تحمل مشقة السفر وتكاليفه المالية

وتضيف ”  حالتي كانت قد بدأت بالتحسن لكن تراجعت بسبب عدم انتظامي في استخدام الدواء والجلسات المقررة لي  أتمنى ان تنتهي الحرب وتفتح الطريق الرئيسية من اجل التخفيف من معاناة المرضى وجميع سكان مدينة الحديدة الذين أصبحوا يعانون هم ايضاً …

معاناة مزدوجة  

هدى ليست هي الوحيدة من مرضى سرطان الثدي التي تعاني هذه المعاناة بل غالبية المرضى بالوقت الحالي وفقًا لمدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان فرع الحديدة عبدالله خلوف وهو المركز الوحيد المتخصص في علاج الأورام بالمدينة

وفي حديثه  لــ “الحديدة نيوز “ قال ” مدير المركز “ تفاقمت معاناة مرضى السرطان بشكل عام ومنهم المصابات بسرطان الثدي منذ بداية الحرب وانقطاع طريق  كيلو16  الذي يعد الطريق الرئيسي الذي يربط المديريات بالمدينة  فالكثير من المصابات من أسر فقيرة لا يستطعن توفير تكاليف السفر من مناطق سكنهم الى مركز الأمل لعلاج الأورام  الواقع بمدينة الحديدة”.

وفي معرض حديثه عن عدد المصابات بسرطان الثدي المسجلين بالمركز    1081 امرأة يعانين من المرض من بين 6000 حالة مصابة بالسرطان  بأنواعه المختلفة  وتحتل مديرية الحالي المركز الأول في عدد المصابات بــــ112 حالة مصابة تليها مديرية الحوك 99 حالة ومديرية بيت الفقية 81 حالة .

وأوضح مدير المؤسسة  أن المركز يعاني من شحة الأدوية وانعدامها بسبب الحصاار المفروض على بلادنا بسبب العدوان  وهذا ما نعاني منه كثيراً فحياة المرضى في خطر رغم ما تبذله المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان من جهود خاصة بتوفير الدواء للمرضى حيث يتم إعطاء المرضى العلاج بشكل شبه مجاني للتخفيف من معاناتهم …

أثقلت الأجور المضاعفة للنقل البري بسبب انقطاع الطريق  كاهل  الكثير من  المرضى خصوصاً وان اغلبهم من أسر فقيرة لا تستطيع توفير المال المطلوب لرحلة الذهاب الى المركز لتلقي العلاج حيث تضاعفت أجور النقل بنسبة وصلت الى اكثر من 300%  

تقول مريم حسين( 40 عاماً ) من مدينة المراوعة   مصابة بسرطان الثدي ” أصبح السفر من وإلى الحديدة أشبه بالجحيم، نضطر  للسفر عبر طرق بديلة نصفها مسفلت والنصف الاخر ترابي  من اجل الوصول الى الحديدة بعد ان تم قطع الطريق الرئيسي  من العدوان قبل عامين ومنذ ذلك اليوم ونحن نعاني كثيراً وما ان نصل الى المركز العلاجي إلا ونحن في أشد التعب واحيانا لا أذهب في موعد علاجي المحدد بسبب عدم قدرتي على تحمل مشقة السفر او عدم وجود أجور المواصلات …

وتضيف ” مريم” كان السفر من المراوعة  الى الحديدة يستغرق 15 دقيقة  والان أصبح السفر يستغرق ما يقارب 4ساعات يوجد فرق كبير والمريض لا يتحمل السفر الطويل فجسده المنهك بالمرض لا يقاوم ..

 

حق النفاذ الى الخدمات الصحية

النفاذ الى الخدمات الصحية هو حق مكفول من حقوق المواطنيين في كل الظروف التي تمر بها البلاد  ولكن بسبب الحرب أصبح النفاذ الى الخدمات   أمراً يكلف الكثير من التعب للمواطنين  في ظل استمرار انقطاع الطرق الرئيسية للمدن فمنذ أكثر من عامين ونصف أدت المعارك في محيط مدينة الحديدة الى اغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط المديريات بالمدينة مما أدى الى حرمان الكثير من حقهم في النفاذ الى الكثير من الخدمات ومنها الصحية بينما كانوا في السابق يحصلون على هذه الخدمات بكل سهولة  ..

سرطان الثدي 2020

أكتوبر شهر التوعية

يعد سرطان الثدي هو المرض الأكثر شيوعاً بين النساء في العالم وبحسب احصائيات عالمية فان واحدة من بين ثمان نساء يصيبها المرض و منذ العام 1985م والعالم يعتبر شهر أكتوبر من كل سنة شهر التوعية  حول مرض سرطان الثدي فتنطلق حملات التوعية للكشف المُبكّر عن “سرطان الثدي” من أجل التقليل من الإصابة بهذا المرض

المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان فرع الحديدة  ومنذ بداية شهر أكتوبر تنفذ حملة توعوية بمناسبة الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي حسبما ذكر المسؤول الإعلامي للمؤسسة بالحديدة  عبدالمجيد احمد لموقع الحديدة نيوز  ويضيف بالقول  ” أن المؤسسة ستنظم العديد من الحملات  والفعاليات التوعوية وتستهدف طالبات المدارس والجامعات والتجمعات النسوية ويتم  التعريف بأعراض المرض وكيفية الوقاية منه واهمية التشخيص المبكر الذي يقلل من خطر الإصابة كما أنه سيقام في الأسبوع الأخير من أكتوبر مخيم مجاني للكشف المبكر في مركز الحياة للكشف المبكر الذي ستفتتحه المؤسسة لاحقاً

قد يعجبك ايضا