verticalelllllan
verticalelllllan

وثائق سرية تكشف عن أخطر مخطط سعودي لشن الحرب على اليمن

كشفت وثائق سعودية سرية عن معلومات مهمة بشأن طريقة إدارة النظام السعودي ملف اليمن منذ اندلاع احتجاجات 2011م.

وترجع الوثائق إلى فترة زمنية مهمة وحساسة في اليمن مهدت لاندلاع العدوان على اليمن في مارس 2015م،  كما تناولت الوثائق ملفات لا تزال مفتوحة حتى الآن.

وأظهرت موقف الحكومة السعودية من قوى وشخصيات تطالب بانفصال جنوب اليمن، ومن إعادة النظر في دعم القبائل.

وتلقي هذه التسريبات الضوء على الأجندة الحقيقية للسعودية، خاصة بعد تقديمها الأسبوع الماضي نسخة محدثة من ما يسمى “اتفاق الرياض” بين “حكومة هادي” و”المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات، في محاولة تصوير هذا الاتفاق كإنجاز تاريخي.

وتثبت الوثائق المسربة تكريس المملكة منذ نهاية 2011 سياسات عدة دفعت اليمن للوصول إلى وضعه الحالي،  وتتعلق الوثائق بعدة ملفات خطيرة، وأهمها:

ملف جنوب اليمن

كشفت الوثائق أن السعودية تتعامل مع فصل جنوب اليمن كأحد الخيارات الأساسية لحل ما تصفه “بقضية الجنوب”، إلى جانب طرح خيار الفدرالية المحتمل مرحليا، وأنها كانت تحاول استغلال الوضع والاحتجاجات في الجنوب لخدمة مصالحها فقط.

فقد سعت لدعم واستقطاب عدة كيانات جنوبية بعيدا عن علْم الدولة اليمنية، وجندت بعض القيادات الجنوبية لرصد تحركات ومواقف كل طرف في الجنوب مقابل توفير دعم مادي لهم، كما تشير إلى ذلك وثيقة صادرة برقم (17146) في تاريخ 15/ 2/ 1433 للهجرة (الموافق 9/ 1/ 2012) من مكتب وزير الداخلية.

 

 

وأظهرت الوثائق أيضا أن السعودية أوعزت بالتجسس على اجتماعات الجنوبيين أنفسهم التي كانت تتم برعاية دولية، وأنها جندت بعض الحاضرين فيها لرفع التقارير وكتابة ما يطرحه كل طرف.

وتشير الوثائق إلى أن بعض القوى الجنوبية التي كانت تسعى للانفصال نجحت بعد توقيع المبادرة الخليجية عام 2011 في الحصول على دعم سعودي كبير بحجة محاربة ما وصفته السعودية بالتوغل الإيراني في جنوب اليمن، وجرى كل ذلك على عكس ما كانت تعلنه الرياض من دعم للحكومة اليمنية ووحدة أراضيها.

ملف القبائل

وتكشف الوثائق بشكل واضح أن إستراتيجية السعودية في اليمن قائمة على تفكيك البلد عبر دعم الكيانات المختلفة وليس الدولة، لضمان بقاء تلك الكيانات القبلية والسياسية كقوة ضغط ونفوذ توازي قوة ونفوذ الدولة اليمنية، مع تحريض بعض تلك القوى على مواجهة قوى أخرى، بما يحقق مصالح المملكة على حساب اليمن.

 

وتظهر وثيقة بعنوان “سري جدا”، محضر اجتماع لجنة مراجعة مخصصات المشايخ اليمنيين، صادرة من مكتب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، السعي الدائم لتكريس سلطة القبيلة من خلال تقديم الدعم المادي لبعض المشايخ مقابل ضمان تنفيذهم أجندات وسياسات الرياض، وأن مقدار الدعم لشيوخ تلك القبائل يحدد حسب أهمية كل قبيلة ومدى التزام شيوخها بتنفيذ التوجيهات والتعليمات الواردة إليهم، بعيدا عن سلطة الدولة اليمنية.

علاوة على ذلك، كانت المملكة تتجاهل طلبات الدعم التي كانت ترد من السلطات اليمنية، ممثلة في ذلك الوقت  ممثلة بـ”هادي”  وحكومة باسندوة، بعد 2011م، في حين كانت تصرف مبالغ كبيرة لشيوخ القبائل كمنح شخصية لهم، ومنح لتنفيذ بعض المشاريع في مناطقهم لضمان ولاء أفراد القبيلة.

ووفقا للوثائق، جنّدت السعودية عددا من القبائل لقتال قبائل وكيانات أخرى كانت تعتبرها مناوئة للسعودية، وسعت لضمان تنفيذ تلك القبائل أجندة السعودية بعيدا عن سيادة وسلطة الدولة اليمنية.

وتظهر الوثائق السرية أن الرياض كانت تتواصل بشكل مباشر مع مشايخ القبائل لإدارة وتنفيذ عمليات منفردة خارج سلطة الحكومة الشرعية، رغم أن السلطات السعودية كان بإمكانها التنسيق عبر سلطة الدولة اليمنية، لكنها كانت تحرص بشكل كبير على تفتيت سلطة الدولة من خلال تقوية شوكة القبائل ودعمها بالمال والسلاح.

قبائل الحدود

وضمت الوثائق خطابا مصنفا بـ”سري للغاية” بتاريخ 29 صفر 1431 للهجرة الموافق عام 2010م، من قبل ملك السعودية آنذاك عبد الله بن عبد العزيز، يوعز فيه بتوفير مبلغ 50 مليون ريال، نحو 13 مليون دولار، لدعم وتسليح القبائل اليمنية الموالية للمملكة في المناطق المحاذية للحدود السعودية، والسعي لضمان ولائها.

 وفي برقية بتاريخ 19 رمضان 1433 للهجرة، الموافق عام 2012 م،  من طرف القائم بأعمال اللجنة الخاصة بمجلس الوزراء السعودي إلى ولي العهد، يشير صاحب الرسالة إلى أحد كبار شيوخ القبائل في اليمن وزيارته المملكة، وما تخصصه له الحكومة السعودية من أموال.

ويقول المسؤول السعودي “سبق أن صدر التوجيه السامي الكريم العام الماضي بإيقاف المخصصات الشهرية لكبار المشايخ بناء على تدخل الرئيس اليمني السابق، ثم وجّه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز،  بصرف مساعدات سنوية لمن يقوم منهم بزيارة المملكة”.

وتضيف البرقية أن هذا الشيخ الزائر صُرف له في رمضان من العام الماضي مبلغ 1.5 مليون ريال سعودي، وأنه “تم العرض لسموكم باقتراح صرف مبلغ مماثل لما صرف له العام الماضي، وسيسلم له بعد أن تشرف بالسلام عليكم”، وفقا لنص البرقية.

شيوخ القبائل

في برقية أخرى من طرف وزير الخارجية السعودي آنذاك سعود الفيصل إلى الملك بتاريخ 25 جمادى الأولى 1433 الهجري، الموافق عام 2012م، ، يقر الوزير بأن علاقة المملكة مع اليمن ارتكزت على شيوخ القبائل من “دون تقييم واقعي لمكانتهم وقدراتهم”.

ويضيف أن حرب صعدة مع أنصار الله “الحوثين”، أثبتت أن “تأثير المشايخ متواضع، وأنهم لم يتمكنوا من حماية أمن وسلامة المملكة، بل استخدموا الأمر بالتنسيق مع النظام السابق كوسيلة للابتزاز والحصول على الأموال.

ودعا الوزير في برقيته إلى تغيير تحالفات المملكة داخل اليمن، والانفتاح على المجتمع المدني والأحزاب، في ضوء التغييرات التي أحدثتها احتجاجات 2011م.

إعاقة اعمار صعدة

في ملفات أخرى، كشفت الوثائق عن إعاقة السعودية أي جهود لإعادة إعمار مدينة صعدة بعد توقيع المبادرة الخليجية وتوقف الحروب الست، ومنها محاولات إعاقة دعم ألماني وقطري قُدم لإعادة إعمار صعدة كمساهمة لحل صراع الحكومة اليمنية مع “الحوثيين” حينها، مما أسهم في تفاقم الصراع وتوسعه.

هادي والسعودية

وأوضحت إحدى الوثائق أن “عبد ربه منصور هادي” طلب مبلغ 30 مليون ريال سعودي، نحو 8 ملايين دولار، لدعمه في انتخابات 2012 إثر تنازل علي صالح عن السلطة، لكن علي بن عبد العزيز الخضيري القائم بأعمال اللجنة الخاصة المكلف من قبل مجلس الوزراء السعودي كتب في الوثيقة الموجهة لمساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية أن الدعم الذي يطلبه هادي هو دعم شخصي وليس لتمويل الانتخابات، لكونه المرشح التوافقي الوحيد، واقترح الخضيري في برقيته أن يدعم هادي بمبلغ مليون دولار فقط.

كما أظهرت الوثائق اتهام علي محسن الأحمر بغموض موقفه من السعودية وجدية ولائه للرياض.

من ناحية أخرى، سعت السعودية إلى تجنيد وشراء الصحفيين في اليمن، كما دلت على ذلك وثيقة صادرة برقم (598/ل33) بتاريخ 23/ 3/ 1433 للهجرة (الموافق 15/ 2/ 2012)، إضافة إلى البحث عن قيادات موالية لها في مدينتي تعز وإب لتنفذ من خلالهم أجندتها، على اعتبار أن المحافظتين تمثلان أكبر تكتل سكاني في اليمن، ووجود المملكة فيهما ضعيف.

وأوضحت وثيقة برقم (7 /2/ 1) بتاريخ 19/ 4/ 1433 (الموافق 12/ 3/ 2012) أن المملكة كانت على علم بقيام الرئيس السابق “علي عفاش”  بتسهيل سيطرة تنظيم القاعدة على مناطق جنوبية عبر قائد المنطقة هناك مهدي مقولة، ومع ذلك استمرت في توفير غطاء سياسي لصالح عبر المبادرة الخليجية.

 

موقع الجزيرة نت

قد يعجبك ايضا