verticalelllllan
verticalelllllan

جهود لتعزيز الأمن الغذائي الذي يعتمد على أمن البذور

محصول البطاطس من أكثر المحاصيل استهلاكاً في المائدة اليمنية، ويعد من المحاصيل التي تساهم في الأمن الغذائي وتتعاظم أهميته في ظل ظروف الحصار الجائر المفروض على اليمن.
وتسهم الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس في تغطية احتياجات المزارعين من بذور البطاطس بمواصفات عالية الجودة وتمضي نحو التوسع في القدرة الإنتاجية ورقعة المساحة المزروعة وإدخال أصناف جديدة مقاومة للتغيرات المناخية باعتباره من المحاصيل النقدية التي تلبي طموح المزارعين ولا يستغني عنه المستهلكون.
الثورة/ ماجد السياغي

البداية كانت مع المهندس همدان زيد الأكوع مدير عام الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس والذي تحدث قائلاً: يأتي محصول البطاطس في صدارة الخضروات من حيث متوسط المساحة المزروعة في الجمهورية اليمنية نظراً لارتباطه بمواطن الأمن الغذائي، وتعمل الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس على تغطية احتياجات المزارعين من بذور البطاطس بمواصفات عالية الجودة وخالية من الأمراض والآفات النباتية، ولا تعمل بهدف الحصول على الربح وإنما من أجل دعم المزارعين، وبالتالي تحقق من خلال هذا الدعم مساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي.

خطة استراتيجية
ويضيف المهندس الأكوع: وضعت الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس خطة استراتيجية تضم أهدافاً أوسع وأكثر إفادة للنشاط الزراعي من حيث القدرة الإنتاجية ورقعة المساحة المزروعة وإدخال أصناف جديدة ورفع مستوى التأهيل في الجوانب الفنية والعنصر البشري.
وتابع قائلاً : تمضي الشركة العامة في تحقيق الأهداف المسطرة وفق جدول زمني وضمن الإمكانيات المتاحة بما يضمن إنتاجية أكثر وعائداً أكبر وتكاليف أقل ويلبي الاحتياج والطلب المتزايد لبذور البطاطس ويحقق طموح المزارعين في عملية الزراعة و الإنتاج وكذلك التسويق.

إنتاجية وتوسع
مدير عام الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس أكد بلغة الأرقام أن إنتاج الخطة الاستراتيجية العامة للشركة وصل إلى 5 آلاف طن من البذور عالية الجودة و رفع المساحة الزراعية من 171 هكتاراً إلى 200 هكتار، فقد حققت الشركة إنتاجية وصلت إلى 4 آلاف طن وبلغ إجمالي المساحة المزروعة بالمحصول إلى 195 هكتاراً، كما تم إدخال 3 أصناف جديدة في عملية الإنتاج إلى جانب الصنفين السابقين في برنامج الإنتاج المحلي والمستورد، ليدخل في البرنامج الإنتاجي الفعلي 4 أصناف برتبها المعتمد والأساسي.

تأهيل
أما المهندس همدان الأكوع فقد أفاد بأن تأهيل الجانب الفني احد اهم الأهداف التي تسعى الشركة إلى تحقيقها وأنجزت العديد من الخطوات الإجرائية والتنفيذية في توسعة المخازن وأداء المعدات والتجهيزات وصيانتها ، من ضمنها وحدة التبريد والثلاجات، ووصل عدد المخازن إلى نحو 25 مخزناً تقليدياً منها 4 مستودعات كبيرة.
وعن جزئية العنصر البشري فقد تم رفع عدد المزارعين المتعاقدين مع الشركة من 3 آلاف مزارع إلى أكثر من 6 آلاف مزارع، أما عدد المزارعين الذين ينفذون عملية إنتاج البذور بشكل مباشر فقد ارتفع من 200 مزارع إلى 250 مزارعاً، ومن 60 إلى 100 عامل ممن يعملون بالأجر اليومي الموسمي.

مركز وطني
واعتبر المهندس الأكوع أن إنشاء مركز وطني لتطوير إنتاج بذور البطاطس في اليمن من أهم الخطوات لتلبية احتياجات المزارعين ببذور زراعية عالية الجودة لضمان تحسين الإنتاج المحصولي حيث قال: قرار إنشاء المركز الوطني لتطوير إنتاج بذور البطاطس الذي أقره اجتماع مجلس إدارة الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي يعكس حرص قيادة وزارة الزراعة والري ممثلة في معالي الأخ الوزير الدكتور عبدالملك الثور ونائب الوزير المهندس ماجد المتوكل رئيس مجلس إدارة الشركة واهتمامهم بتحقيق أهدافها الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي وصمود المزارعين لتجاوز التحديات التي فرضها العدوان والحصار الجائر.

تنسيق وشراكة
وأوضح الأكوع أن مجلس إدارة الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس أقر تنفيذ مشروع التوسعة التخزينية والذي يتضمن مشروع توسعة المخازن والبرادات الخاصة في الشركة، ومشروع إعادة تأهيل مزرعة رباط القلعة النموذجية لإنتاج الحبوب وبذور البطاطس والبقوليات.
والتي تحتضن اليوم برنامج صيانة وتجديد وتقييم بذور الحبوب والبقوليات المحلية لعدد (32) صنفاً والذي ينفذ من قبل ثلاث مؤسسات زراعية( الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس، المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة ) تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وقيادة المجلس السياسي الأعلى ممثلاً برئيس المجلس فخامة المشير الركن مهدي المشاط وانطلاقا من أهداف الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وتوجهات حكومة الإنقاذ الوطني ممثلة بوزارة الزراعة والري الرامية إلى تعزيز التنسيق والعمل المشترك واستغلال كافة الموارد المتاحة بما يخدم تحقيق أهداف التنمية الزراعية المستدامة وتخفيف اضرار العدوان وتداعيات الحصار الظالم المباشرة وغير المباشرة.

رباط القلعة
وعن مزرعة رباط القلعة تحدث مدير المزرعة المهندس بندر سرحان قائلاً : تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة وقيادة المجلس السياسي الأعلى وانسجاماً مع مضامين الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة دشن معالي الوزير الدكتور عبدالملك الثور بدء العمل في مزرعة رباط القلعة النموذجية لإنتاج الحبوب وبذور البطاطس والبقوليات والتي تقع في مديرية يريم بمحافظة إب في شهر نوفمبر من العام الماضي 2019م..
وتابع: مساحة المزرعة تقدر بحوالي 49 هكتاراً وتوقف فيها العمل أكثر من 15 عاماً ويوجد بها 6 آبار تعرضت للردم خلال الفترة الماضية وفي شهري فبراير ومارس من العام الحالي تمت زراعة 3 أصناف من بذور البطاطس في مساحة 4 هكتار وجرى تشغيل أول بئر في شهر ديسمبر من العام الماضي وتأهيل 3 آبار أخرى خلال هذا العام وخلال الأيام القادمة نخطط لتجهيز الآبار بالطاقة الشمسية توفيرا للمحروقات ولأن المياه موجودة وبمسافات قريبة.

برنامج
وأشار إلى أن من أهداف المزرعة تناوب محاصيل مختلفة على قطعة أرض واحدة انسجاماً مع مبدأ الدورة الزراعية باعتبارها من العناصر الهامة في زيادة الإنتاج وتحسين خصوبة التربة كما تعتبر إحدى مميزات الزراعة الحديثة.
مؤكداً الحرص على تنفيذ الدورة الزراعية الإنتاجية لبذور الحبوب مع البطاطس والبقوليات بدأ العمل في برنامج صيانة وتجديد وتقييم بذور الحبوب والبقوليات المحلية في شهر مارس الماضي والذي ينفذ من قبل ثلاث مؤسسات زراعية (الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس، المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة) ويعتبر التنسيق والتكامل بين المؤسسات الزراعية أمراً حيوياً لتعزيز كفاءة إنتاج البذور المحسنة للمحاصيل المرتبطة بالأمن الغذائي.

32 صنفاً
المهندس بندر سرحان بدوره تحدث عن أهداف البرنامج قائلاً: يأتي هذا البرنامج استشعاراً من المؤسسات الزراعية المذكورة لأهمية تضافر كل الجهود لتجاوز التحديات التي فرضها العدوان والحصار على هذا القطاع الحيوي للعام السادس على التوالي ولتحقيق مستوى ملائم من البذور عالية الجودة لتغطية احتياجات المزارعين انطلاقاً من أهمية البذور المحسنة وأثرها الإيجابي على مستوى الإنتاج وجودته على طريق الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
وفي هذا البرنامج سيتم العمل المشترك على صيانة واكثار عدد (13) صنف قمح معتمد ومحلي وعدد (4) أصناف شعير معتمدة وعدد (2) صنف بازلاء (عتر) وعدد (2) صنف عدس (بلسن) بالإضافة إلى تقييم وإكثار صنف قمح محلي تم انتخابه واكثاره من قبل احد المزارعين المتميزين في مديرية جهران محافظة ذمار وأعطى إنتاجية ومواصفات مميزة وأخيرا سيتم تقييم عدد (16) صنف / سلالة قمح مدخلة من سوريا.

موسم الحصاد
المهندس سعيد سالم مستشار الشركة قال: جاء موسم حصاد محصول البطاطس لهذا العام مع استمرار هطول الأمطار الناجمة عن التغيرات المناخية التي تكبح الإنتاجية الزراعية، فتقلبات الطقس ودرجة الحرارة ومعدلات الرطوبة جميعها عوامل تساعد على انتشار الآفات والأمراض وهو ما أصاب الحقول بمرض اللفحة في كثير من الحقول التابعة للشركة وحقول المزارعين المتعاقدين معها.

إجراءات
وأشار إلى أنه ونتيجة للمرض الذي لحق بمحصول البطاطس نستطيع القول إن كمية الإنتاج انخفضت هذا الموسم ما نسبته 20% عن الكمية التي كان متوقعاً إنتاجها.
وأضاف : وللحد من سرعة انتشار مرض اللفحة قامت الشركة باتخاذ العديد من الإجراءات حيث قامت بتوفير المبيدات العلاجية ووسائل الرش وتوزيعها على حقول الشركة والمتقاعدين معها وكذا الحقول المجاورة لمنع انتشار المرض إلى جانب توعوية المزارعين المستهدفين بالخطوات الإرشادية للوقاية من مرض اللفحة وكيفية التعامل معها للحد من أضرارها وتحديد أفضل الطرق للتكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية وأبعادها وتأثيراتها المختلفة.

البذور المهربة
وأوضح أنه بالاضافة إلى التحديات المناخية التي يواجهها محصول البطاطس وتأثره المباشر بالظروف الطبيعية، هناك تحد آخر يمثل خطراً على هذا المحصول الهام في السلسلة الغذائية ألا وهو بذور البطاطس المهربة (مجهولة المصدر) غير المطابقة للمواصفات الفنية المعتمدة من وزارة الزراعة والري والتي باتت تتواجد بشكل ملحوظ في الأسواق اليمنية، ويسود إجماع لدى المختصين بالشأن الزراعي والاقتصادي على أن البذور المهربة تلحق أضراراً مزدوجة بالمحصول وعناصر التربة ومصادر رزق العاملين في مجال الزراعة وتعرض الاقتصاد الوطني لخسائر فادحة، وعلى الرغم من حملات التوعية والإرشاد الزراعي في وسائل الإعلام المختلفة إلا ان كثيراً من المزارعين يغريهم رخص التكلفة ولا يدركون مخاطر وأضرار بذور البطاطس مجهولة الهوية وتأثيرها على إنتاجية وجودة المحصول وما تحمله من آفات وأمراض يصعب مكافحتها والسيطرة عليها.

أمن البذور
إدارة التسويق بالشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس أكدت ضرورة التنسيق بين الجهات الزراعية ذات العلاقة والجهات الرقابية وتفعيل الدور الرقابي في المنافذ، مع استمرار حملات الرقابة والنزول الميداني واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يزاولون مهنة بيع البذور المهربة غير المطابقة للمواصفات والمقاييس والاشتراطات والمعايير المعتمدة بما يضمن خلوها من الأمراض والآفات الزراعية ولكي تستمر الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس في تغطية احتياجات المزارعين ببذور عالية الجودة لأصناف مختارة من البطاطس تلبية لمتطلبات الأمن الغذائي الذي يعتمد بالفعل على أمن البذور وتوافرها لدى المجتمعات الزراعية.

قد يعجبك ايضا