verticalelllllan
verticalelllllan

د. جواد مهجور: البحوث التي تشير إلى نجاعة دواء الملاريا في معالجة مرض كورونا ما زالت صغيرة من حيث الحجم والأشخاص

هي مسألة وقت قبل أن ينتشر فيروس كورونا المستجد في جميع دول العالم بلا استثناء، هذا بحسب منظمة الصحة العالمية. ولكن كيف يمكن وقف الجائحة التي تنتشر كالنار في الهشيم؟ وما هي استراتيجية المنظمة على المدى المتوسط والطويل للتعامل مع المرض ووأده قبل أن يحصد حياة الكثيرين بعد تسجيل وفاة ما يزيد على 12 ألف شخص في الدول التي أصابها الداء حتى الآن؟

 

أخبار الأمم المتحدة أجرت هذا الحوار مع الدكتور جواد مهجور، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، حول آخر ما توصل إليه العلماء حتى الآن من معلومات عن هذا الفيروس وجهودهم في احتواء المرض، إضافة إلى ما تتوقعه المنظمة في الأسابيع والشهور المقبلة، وما إذا كانت الصورة تبدو قاتمة أم أن تجارب بعض الدول تبشّر بالخير.

  • منذ ظهور الفيروس حتى الآن، هل من جديد عن كورونا، ماذا نعرف عن هذا العدو الخفي؟

حتى الآن، ما نعرفه هو أن مرض كـوفيد-19 هو مرض معدٍ يسببه فيروس كورونا المستجد، يُعرف عن هذه الفيروسات أنها تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان، ورأينا أمراضا مشابهة في السنوات العشرين الماضية مثل سارس وميرس إلا أن هذا الفيروس جديد ولم نكن نعرفه من قبل. لا نزال نعرف القليل عنه، لكن طريقة انتقاله تكون عبر القطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف والفم عندما يسعل الشخص المصاب، وهو يختلف عن الفيروسات الأخرى لأنه لا ينتقل عن طريق الهواء. 80% من الإصابات بهذا الفيروس لا تستعدي الدخول إلى المستشفى، وتكون أعراضه خفيفة ومشابهة لأعراض الزكام، مثل الإرهاق والسعال الجاف والحمّى، إذا اشتدت الأعراض قد يستدعي ذلك دخول المستشفى.

ويشكل الفيروس خطرا شديدا على المسنين وذوي الأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والشرايين.

  • مع وصف فيروس كورونا بالجائحة، قالت منظمة الصحة العالمية إنه يمكن السيطرة على المرض. هل لا يزال هذا هو الاعتقاد السائد، أخذا بعين الاعتبار ما نراه في انتشار في العالم؟

بلا شك لدينا أمل في السيطرة على المرَض، وبعض الدول مثل الصين وكوريا الجنوبية استطاعت الحد من انتشار المرض، والقضاء عليه إلى مستويات ضئيلة جدا، لكن هذا الأمل مربوط بمدى جدية تعامل السلطات الصحية مع هذا الفيروس ومدى جودة تدخلات الأجهزة الصحية العمومية.

بالتأكيد اختلاف الدول والوضعيات الوبائية مهم. ولا يمكن إدلاء الرأي بشأن ما ستكون عليه الصورة خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة، وهو مرتبط بالقرارات في كل دولة. الكثير من الناس يقارنون بين كورونا والإنفلونزا. لكن الإنفلونزا تنتشر عبر الهواء ومن غير الممكن السيطرة عليها، أما كورونا فهناك أمل في السيطرة عليها.

United Nations/Katya Pugacheva
عادة ما تكون شبكة المواصلات العامة مكتظة في نيويورك لكنها الآن شبه خاليه
  • ثمّة دول لا تفصح عن الحالات الموجودة لديها. كيف بإمكانكم إقناع هذه الدول بالتصريح عن حالاتها لأن الوباء يؤثر على العالم بأسره.

نحن نعمل في الدول تحت مظلة اللوائح الصحية لعام 2005، والتي تعطي المنظمة دور الترقب الوبائي على الصعيد العالمي ولكنها في نفس الوقت تحمّل كل دولة دورها في ترقب الوباء والإبلاغ عن الحالات التي يمكن أن تشكل قلقا لمنظمة الصحة العالمية.

قد لا تصرح دولة ما بوجود حالات، أو تكتفي بالإعلان عن حالة أو اثنتين، لكنّ المرض ينتشر بسرعة وقد يؤدي إلى انتشار مجتمعي وحينها سيعرف كل العالم.

  • خلال السنوات العشرين الماضية، مرّ علينا سارس وميرس والآن كوفيد. لماذا انتظرنا حتى بلغنا هذه المرحلة؟ لماذا لسنا مستعدين لمثل تلك الحالة؟

تصوير رقمي لفيروس كورونا الذي يصيب الجهاز التنفسي, by US National Institute of Allergy and Infectious Diseases

قبل ثلاث سنوات أسست منظمة الصحة العالمية لجنة قدمت تقريرها وجاء فيه أن العالم ليس مستعدا للتعامل مع فاشية بهذا الحجم. من أجل التعامل مع فاشية بهذا الحجم يجب أن تتوفر لدى كل دولة الإمكانية لذلك، لأسباب نعرفها جميعا تتعلق بضعف الموارد البشرية والمالية الضرورية. رغم أنه أيضا الآن تبين أن الدول التي تمتلك الموارد لم تكن مستعدة لأن الكثير من المستشفيات غير قادرة على التعامل مع المرض والأعداد الكبيرة من الإصابات وهذا ما رأيناه في أوروبا.

  • تردد أن دواء الملاريا قد يكون ناجعا وهو ما يفسر انخفاض الأعداد في أفريقيا التي تتلقى الكثير من المجتمعات هناك تلك اللقاحات. ما مدى صحة ذلك؟

يجب التذكير أن المرض ظهر منذ ثلاثة أشهر فقط، وحتى الآن لا نعرف لقاحا له. والمعروف أن البحث عن لقاح وتجربته وإنتاجه يستغرق وقتا طويلا. ولكن بدأ العلماء بعد شهرين من ظهور المرض العمل على إيجاد اللقاح، وهم يبحثون في 20 لقاحا حتى الآن.

فيما يخص دواء الملاريا بيّنت بعض البحوث أن بإمكان هذا الدواء علاج كوفيد-19، لكن هذه البحوث صغيرة من حيث الحجم أو الأشخاص الذين يُعالجون بهذا الدواء. وقد أطلقت المنظمة الأسبوع الماضي بحثا لتجربة الدواء في 11 دولة، وستتبين مدى فعالية الدواء فيما بعد.

  • إلى أن يحين ذلك الوقت، إلى أي مدى تظل منظمة الصحة العالمية قلقة في ظل تسارع الأوضاع؟

نحن لسنا قلقين في منظمة الصحة العالمية، لكننا نأخذ الأمور بجدية عالية، فهذا فيروس جديد لا نعرف عنه الكثير وليس هناك دواء للقضاء عليه ولا لقاح يمكن استخدامه للوقاية منه ونتوقع أن تظهر حالات في كل دول العالم في الأسابيع المقبلة. وهذا ما يجعلنا نأخذ الأمر بجدية عالية جدا. لكننا نوصي بعدم الهلع وعدم القلق.

  • د جواد، سؤالين أخيرين نود توجيههما لك بصفتك طبيب.. أولا كم من الوقت يبقى الشخص حاضنا للفيروس؟

بحسب المعلومات التي وصلتنا من الدول، من الممكن أن يحمل الشخص المرض تقريبا سبعة أيام، لكننا نوصي بأن ينعزل الشخص 14 يوما كي لا نخاطر في النتائج.

  • هل لديك نصائح للأفراد والمجتمعات؟

الأمور التي أثبتت نجاعتها في التقليل من انتشار المرض هي النظافة مثل غسل اليدين والابتعاد عن المرضى مسافة متر إلى مرتين على الأقل. لكن من المهم بنفس القدر أن يتعامل كل شخص على أنه هو نفسه مريض من أجل أن يحمي أسرته وأقرباءه، وأن يتعامل مع الآخرين على أنهم مرضى، هذه هي الطريقة الأمثل.

للاستماع إلى المقابلة كاملة:

قد يعجبك ايضا