verticalelllllan
verticalelllllan

العليمي وحكاية عربة الفول اللذيذ في الحديدة … “قصة “

يرتدي الطباخ محمد العليمي قفازاته امام عربتة البسيطة وينتظر كل مساء من أجل تحضير وجبة الفول الشعبية اللذيذة لزبائنة في محافظة الحديدة الذين أعتادوا على تذوق العشاء منة في كل يوم.

ويحرص الشاب محمد العليمي البالغ من العمر 35 عاما” على حمل قدرة فول كبيرة الحجم ثقيلة الوزن على حملها على متن عربيتة في احد شوارع مدينة الحديدة ليعيل أسرته وينفق عليهم بعد ان تسببت الحرب في اغلاق مطعمة المشهور بمطعم العليمي وتراكم ديونة ، فيخرج من بيته في منتصف الليل ليعد أدواته ويطهوا الفول لزبائنة ويقدم لهم طعامه الشهير …

يقف العليمي بكل حب مستقبلاً القادمين إليه من الزبائن الذين تعودوا على إكمال يومهم بوجبة من الفول اللذيذ .. سألته لماذا لاتقوم بفتح مطعم وسيأتيك الناس من كل مكان لأتفاجئ بتلك الإجابة… انها الحرب .
يبدأ محمد بسرد قصته حيث يقول ل ” الحديدة نيوز ” كان لي مطعم مشهور ( بمطعم العليمي) في مدينة العمال وكان معظم زبائني من الموظفين والتجار والبسطاء يترددون علي من كل أنحاء المدينة إلى أن أتت الحرب والحصار على مدينة الحديدة وبدأ النزوح من المدينة حيث بدأ معي العمل بالخفوت وقل دخل المطعم حتى لم أستطع تغطية متطلباته، فبعت ممتلكاتي في محاولة لإنقاذ المطعم لكن الوضع زاد سوء ولم أستطع دفع الإيجارات والوفاء بمستحقات العاملين إلى أن قمت بإغلاق المطعم الذي كان مصدر دخل وحيد لأسرتي وللعديد من أسر العمال.

يضيف” لم يكن إغلاق المطعم سهل على نفسي حيث قضيت سنوات العمر وانا فيه لأصبح اليوم عاطل عن العمل لاأقدر على توفير قوت أسرتي ولم أجد عمل في مكان آخر حيث أن الحرب لم تستثني أحد في اليمن فإن لم تصلك رصاصات السلاح تصلك رصاصة الحصار الذي لاتقل تاثيراً وفتكا.
ويضيف العليمي في حديثة ل ” الحديدة نيوز ” بدأت بالتفكير بحلول بديلة فجائت فكرة العربة حيث اشتريت عربة سيكل ووضعت ماتبقى من أدوات المطعم عليها وبدأت بتجهيز الفول في قدر والنزول إلى أمام حراج المغتربين بالمقوات الجديد لبيعه لم تكن البداية مشجعه لكن بالقليل من الصبر والكثير من العزمية بدأ الزباين بالشراء أكثر .
ويقول مازحاً ( ما إن تتذوق فول العليمي تجي له حتى من آخر الدنيا ) وهذا ما أكد عليه انا وصديقي بعد عشاء لذيذ ادعو الجميع لتذوقه من يد الطاهي محمد العليمي الذي يتواجد بعربته كل يوم أمام حراج المغتربين في المساء و بجانب مسجد النور بمدينة العمال في الصباح.

محمد العليمي وأمثاله الكثير من ضحايا الحرب الذين رفضو الإستسلام للظروف، نماذج مشرفة للمواطن اليمني تستحق الذكر والتشجيع من الجميع.

قد يعجبك ايضا