verticalelllllan
verticalelllllan

أفلام عربية قصيرة تتناول قضايا الإعاقة والتمييز تفوز بجوائز في مهرجان شبابي في الأمم المتحدة

فيلم “أنا أقدر!” من العراق و”جدران” من الأردن و”نحن كفاية: رسالة لتمكين الفتيات” من الأردن/فلسطين هي ثلاثة أفلام لشباب ما دون سن 25 فازت خلال مهرجان بلورال بلاس 2019 للأفلام الشبابية في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك في 13 تشرين ثاني/نوفمبر.

وتناولت الأفلام موضوعات تعالج أمراضا اجتماعية مثل الصورة النمطية في المجتمع، والتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصّة، ووضع المرأة والتمييز ضدها في المجتمعات. ويُعنى مهرجان بلورال بلاس الشبابي السنوي للفيديوهات بتسليط الضوء على التعددية والتنوع والشمولية الاجتماعية، وتديره منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNAOC) بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، ويهدف إلى تشجيع الشباب (تحت سن 25) على التعبير عن آرائهم وأفكارهم والمشاركة بها عبر الأفلام التي يعرضونها. تحدثنا مع عدد من الفائزين ومع ممثلة عن القائمين على المهرجان.

فيلم أنا أقدر! من العراق

UN News/Laila Shoma
صانعو فيلم أنا أقدر: علي أمير، حسين أمير ومصطفى رعد.

“فيلم أنا أقدر!” للشبان الثلاثة علي أمير وحسين أمير ومصطفى رعد من العراق يفوق توقعات المجتمع، فهو يعرض قصة حقيقية لشاب عراقي كفيف، ولكنه لم يتخلَ عن أحلامه، ويلهم الفيلم الآخرين ويدعوهم إلى التمسك بأهدافهم في الحياة مهما كانت الظروف.

عن فيلم أنا أقدر! سألنا المخرج الشاب علي أمير عن الفكرة والتنفيذ:

ليس كل شخص معاق يجب أن تعامله أو تظهر له أنه معاق أمام العالم، بل يجب أن تمنحه اهتماما عن طريق الإيمان بقدراته

فكرة الفيلم تتناول قضية واحدة وهو برنامج اسمه I can أو “أنا أقدر”  لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من مشكلة وهي أن الناس يعاملونهم بطريقة تجعلهم يشعرون بأنهم معاقون. وعندما بحثنا عن شخصيات تساعدنا في فكرة الفيلم وجدنا طه الذي رأيتموه في الفيديو. طه فاقد البصر، أصيب بالعمى في سن صغيرة أو ولد كفيفا. طه كان يشعر بأن تعامل أسرته معه يشكل معضلة له ويؤثر على شخصيته بسبب الحرص الزائد من أهله. ولذا أردنا أن نعالج هذه المشكلة ليس فقط مشكلة الشخص الذي يعاني من الإعاقة ولكن أيضا مشكلة الناس من حوله الذين يشعرونه بالإعاقة.

الفكرة من الفيلم أنه ليس كل شخص معاق يجب أن تعامله أو تظهر له أنه معاق أمام العالم، بل يجب أن تمنحه اهتماما عن طريق الإيمان بقدراته على الوصول لأي مكان تماما كما فعل طه. طه حصل على بطولة الجودو ويدرس علم النفس في نفس الوقت.

هل لك أن تشرح لنا أكثر عن ظروف التصوير، هل واجهتكم صعوبات؟

في الحقيقة تم تمويل الفيلم من قبل الملحقية الثقافية البريطانية في بغداد. وقد استغرق تصويره وكتابة السيناريو عشرة أيام إضافة إلى اكتشاف المواقع التي نريد تصويرها. لقد عانينا من ضيق الوقت لأن الفيديو كان يجب أن يُعرض في أحد الأماكن خلال مدة قصيرة.

ما هي الرسالة التي أردتم إيصالها من الفيلم؟

الفكرة من الفيلم هي أن الأشخاص الذين يحبونكم هم أكثر من يمكن أن يقوموا بإيذائكم بسبب طريقة المعاملة التي تشعركم من خلالها بالإعاقة. أي شخص نحبه بشكل زائد يمكن أن نؤذيه، حرصنا الزائد سيؤذيه. من الأفضل أن نعطيه مساحة معينة ونتيح له الفرصة لينطلق بحرية مثل أم طه التي أعطته فسحة من الحرية. يجب أن يتصرف ذوو الاحتياجات الخاصة على طبيعتهم وبعيدا عن القيود التي نفرضها عليهم.

ما الذي تسعى إلى تحقيقه من خلال أفلامك؟

بالتأكيد عندما يكون العمل نابعا من محبة يختلف الأمر عن العمل من أجل كسب المال، رغم أن صناعة الأفلام فيها كسب مال، ولكن حصلنا على جائزة وأوصلنا رسالة إنسانية للناس.

فيلم نحن نكفي: رسالة لتمكين الفتيات

UN New/Shirin Yaseen
المخرجة لينة أبو جرادة ترسل رسالة إلى المجتمع من خلال الفيديو الذي عملت عليه

“فيلم نحن نكفي: رسالة لتمكين الفتيات” للشابة لينة أبو جرادة الفلسطينية/الأردنية، وفيه تدمج لينة الفن والشعر والرسوم المتحركة لتعلن على الملأ أن الفتيات “كافيات” وهن لسن ناقصات كي يقمن بفعل أمور نتيجة ضغط  المجتمع لمجرد أنهم فتيات.

حدّثينا في البداية عن فكرة فيلمك؟

إننا فتيات كافيات بما نحن عليه الآن ولسنا بحاجة إلى محبة أو نيل رضا شخص معيّن حتى نشعر بالاكتمال

بكل صراحة، في مجتمعاتنا العربية تواجه الفتيات صعوبات أكثر من الشبان، وعلى الصعيد الشخصي واجهت أنا نفسي ذلك بالكلمات ومختلف التوجهات لأنني فتاة أعيش حياة غير اعتيادية.

أردت أن أبعث برسالة إلى جميع الفتيات في المجتمع مفادها بأننا فتيات كافيات بما نحن عليه الآن ولسنا بحاجة إلى محبة أو نيل رضا شخص معيّن حتى نشعر بالاكتمال. وشعرت أن الفتيات بحاجة إلى مثل هذه الرسالة كي يكنّ ناجحات وقويات وكي يبدعن في مجالاتهن المختلفة.

بالنسبة لاستخدام الرسوم المتحركة والتغيير، كيف طبقتي هذه الفكرة؟

عندما فكرت بابتداع فيديو من هذا النوع أردت أن أستخدم وجهي، فأنا صبية بين سبع بنات في المنزل وفكرة الشكل كانت تسبب لي حالة من عدم الاطمئنان ولم أكن راضية عن شكلي وأنا صغيرة. وكنت أرغب في استخدام وجهي كلوحة فارغة لأروي هذه القصة.

كنت أصوّر وكنت أضع المساحيق وكنت أفعل كل شيء وهو ما استغرق ساعات طويلة للتعديل والعمل على الفيديو، لقد استغرق الأمر أشهرا عديدة حتى وصلت إلى النتيجة المرجوة.

كيف كانت ردود الفعل على فيلمك من الأشخاص المحيطين بك؟

فوجئت بالكم الكبير من الشباب والشابات الذين تواصلوا معي وقالوا إنهم يريدون رؤية رسائل من هذا النوع ونريد أن نمنح الفتيات نوعا من الإيجابية وهو ما أسعدني كثيرا وانتشر الفيديو كثيرا في الأردن وفي دول مختلفة، وكانت ردود جيّدة. أشعر أن رسالة مثل هذه يجب أن تصل إلى الجميع، خاصّة وأن الناس يتقبلونها ويرغبون برؤيتها ولكن يجب عرضها بطرق حديثة.

هل فوجئتِ بأنك حصلتِ على جائزة أم كنتي تتوقعين ذلك؟

لقد فزت قبل عامين بجائزة صغيرة ولكنني كنت أضع نصب عيني أنني قبل أن أبلغ 26 عاما سأفوز في هذه الجائزة والحمد لله لقد ربحت.

مهرجان بلورال بلاس

حوار مع رحمة جميل سليمان، من منظمة الهجرة العالمية، والمسؤولة عن مشروع بلورال بلاس مهرجان الشباب للفيديوهات.

كم كان عدد الأفلام المقدمة وكيف جرى اختيار الفائزين؟

احتفلنا بالفائزين في مسابقة بلورال بلاس 2019، وهذا العام استقبلنا فيديوهات كثيرة جدا، أكتر من 1000 فيديو فاز من بينهم 25 فيلما من نحو 70 بلدا، عرضنا بعضها في مقرّ الأمم المتحدة، إذ إننا ندعو الفائزين للقدوم إلى هنا. الجوائز مقسمة إلى ثلاثة أقسام وبحسب الفئات العمرية: الأولى من 7-12 سنة، الثانية من 13- 17 سنة، أما الفئة الثالثة فهي من 18-25 سنة. بدأ تنظيم المهرجان أو المسابقة السنوية منذ 11 عاما وبالتعاون مع منتدى تحالف الحضارات (UNAOC). تم عرض الكثير من الفيديوهات، بينها ثلاثة من ثلاث دول عربية. كل سنة يتطور عمل الفيديوهات وتُقدم لنا بجودة أعلى، ونلحظ اكتساب الشباب وعيا أكبر ودراية أكثر بموضوعاتهم. بلورال بلاس مهم بمكان لأنه يمنح الشباب فرصة للتعبير عن آرائهم عن طريق الفيديو الذي يُعدّ من أهم وسائل التعبير ونحن الآن في عام 2019، ودائما ما يبهرنا الشباب بآرائهم التي تُعرض في الفيديوهات. أنا مسرورة جدا لأنني أعمل في هذا المشروع للسنة الثالثة على التوالي.

ما هي المعايير التي ينبغي للمتقدم إلى المسابقة التقيّد بها؟

الشرط الوحيد هو ألا تتجاوز أعمارهم 25 سنة، وألا يتجاوز طول الفيديو الخمس دقائق. وإذا لم يكن الفيديو باللغة الإنجليزية فيجب إضافة ترجمة

نشترط على المتقدمين إرسال أي فيديو في أي لغة كانت، ولكن الشرط الوحيد هو ألا تتجاوز أعمارهم 25 سنة، وألا يتجاوز طول الفيديو الخمس دقائق. وإذا لم يكن الفيديو باللغة الإنجليزية فيجب إضافة ترجمة له لأننا نعرض الأفلام في نيويورك منذ 11 عاما، ونرغب في إيصال الأفلام إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، وأيضا فإن اللغة الرئيسية لدى شركاء بلورال بلاس هي الإنجليزية. العديد من المؤسسات وشركاء بلورال بلاس يعرضون الفيديوهات في الدول الأصلية وهذا يبعث على السرور لأنه يمنح زخما أكثر للأفلام.

بعد ثلاث أعوام من العمل مع بلورال بلاس، ما المميز في مهرجان وأفلام هذا العام؟

تبهرني الأفلام التي أراها كل عام، وفي كل مرة أقول لنفسي “لقد رأيت كل شيء” وفهمت الفكرة، لكن بالفعل كل عام أجد أمورا جديدة وأفكارا جديدة، لكن بالفعل الشباب لديهم الكثير ليقولونه.

فيما يتعلق بأفلام هذا العام، لاحظت، وأكثر من أي عام مضى، أن العديد من الأفلام تتطرق إلى قضية التنمّر بسبب النوع أو بسبب أنهم أقلية أو لأسباب تتعلق بالمستوى الاجتماعي، أو الهجرة أو اختلاف اللون. تطرقت بعض الأفلام إلى قضية التعرّض للتنمر، أو مساعدة أشخاص تعرّضوا إلى التنمّر، وهو ما يشير إلى أن بالإمكان تغيير حياة الناس للأفضل عبر القيام بفعل طيب أو كلمة لطيفة أو إظهار المودة أو المحبة وهي أمور لا تكلف المرء كثيرا.

قد يعجبك ايضا