verticalelllllan
verticalelllllan

“بإمكان العالم وقف أخطار الطبيعة قبل أن تصبح كوارث” – ممثلة الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث

يتذكّر العالم اليوم واحدة من الكوارث الإنسانية الأكبر في التاريخ القريب: 230 ألف شخص في 14 دولة، فقدوا حياتهم بشكل مأساوي نتيجة لكارثة تسونامي في المحيط الهندي.  أمين عام الأمم المتحدة أرسل اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني رسالة تذكِّر بأن “المخاطر ما زالت هائلة.”

وحسب ما أورد أنطونيو غوتيريش في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي هناك الآن ما يقدر بـ “680 مليون شخص يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة؛ وقد يتجاوز هذا العدد المليار بحلول عام 2050”. وذكَّر غوتيريش بإن “ارتفاع مستويات سطح البحر الناجم عن حالة الطوارئ المناخية قد يزيد من استفحال القوة المدمرة لأمواج تسونامي” في حال وقوعها.

وقال الأمين العام إنه ومع الذكرى السنوية الخامسة عشرة لفجيعة أمواج تسونامي في المحيط الهندي، فإن العالم قد شهد منذ ذلك الحين “تحسنا كبيرا في نظم الإنذار المبكر” ليس في المحيط الهادئ فحسب، بل أيضا في المحيط الهندي والبحر الكاريبي وشمال شرق المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى.

 

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتفقد الأضرار التي لحقت بمستشفى أنوتابورا العام ، في بالو بجزيرة سولاويزي الإندونيسية في أعقاب الزلزال والتسونامي في سبتمبر. (12 أكتوبر 2018)

وقال غوتيريش إن هذا التحسن في نظم الإنذار المبكر “قد أدى إلى إنقاذ أرواح الكثيرين، إلا أن الخسائر الاقتصادية المتزايدة على مدار العشرين عاما الماضية توضح “أننا لم نقف بعدُ بشكل كامل على أهمية البنية التحتية الحيوية المقاوِمة للكوارث.”

ودعا الأمين العام حكومات العالم والسلطات المحلية وقطاع البناء والتشييد إلى “السعي لتحقيق التنمية الواعية بالمخاطر والاستثمار في بناء القدرة على الصمود.”

باندي: الكوارث تؤثر على الأكثر فقرا وتزيد من عدم المساواة

وكان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد تيجاني باندي، قد تحدث في مناسبة خاصة باليوم العالمي بالمقر الرئيسي في نيويورك تحت عنوان “اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي – الحوار بين الأجيال” – نظمه مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.

ونوه رئيس الجمعية العامة بالأهمية القصوى لموضوع المناسبة الذي نظر في كيفية الحد من الأضرار الناجمة عن الكوارث على البنى التحتية الحيوية والحد من تعطل الخدمات الأساسية.” وقال البروفيسور باندي إن ذلك ينبه إلى حقيقة أن الكوارث، مثل التسونامي، تؤثر بشكل أكبر على أكثر الناس  فقرا، وفي كثير من الأحيان “تتسع فجوة عدم المساواة” لبعض الوقت بعد حدوثها.

وقال رئيس الجمعية العامة إن استكمال الاستراتيجيات الوطنية للحد من الكوارث “يستلزم آليات تمويل كافية، بما في ذلك التمويل بشروط ميسرة للبلدان النامية.” وأكد البروفيسور باندي أن كل الدول الأعضاء معرضة لأخطار عناصر الطبيعة، وأعرب عن أمله في أن ينظر القطاع الخاص إلى جهود الحد من مخاطر الكوارث “على أنها تدابير استباقية لتعزيز مرونة المجتمعات مما يجعلها وجهة أفضل للاستثمار”.

“وقف الأخطار الطبيعية قبل أن تصبح كوارث”

وقد تحدثت الممثلة الخاصة للأمين العام للحد من مخاطر الكوارث، السيدة مامي ميزوتوري، إلى أخبار الأمم المتحدة مؤكدة أن بإمكان الدول أن تضمن عدم تحول المخاطر الطبيعية إلى كوارث تؤدي إلى خسائر في الأرواح وفي الاقتصاد. فمن خلال الاستثمار في البنى التحتية المرنة والقادرة على الصمود، حسب قولها، يمكن للعالم حماية المجتمعات والأفراد من الدمار الناجم عن الزلازل وموجات التسونامي وغيرها من ظواهر الطقس القاسية.

وتقول السيدة مامي ميزوتوري إن “الإنفاق على الحد من الكوارث ليس تكلفة، بل هو استثمار يحمي المجتمعات وينقذ الأرواح”.

وتعتبر عواصف التسونامي بالتحديد مدمرة بشكل خاص، وقد تسببت في خسائر مأساوية في الأرواح، وأدت إلى أضرار اقتصادية هائلة طالت عددا من الدول والمجتمعات.  وتقول الدراسات التي أجرتها الأمم المتحدة إن استثمار دولار واحد في البنى التحتية ذات المرونة يمكن أن يحقق  فائدة مقابلة تبلغ 4 دولارات.

ويمثل اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي، الذي يُحتفل به كل عام في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، فرصة لزيادة الوعي بقيمة الاستثمار في البنى التحتية المرنة وفي أنظمة الإنذار المبكر وفي التعليم، لإنقاذ الناس وحماية ممتلكاتهم من مخاطر التسونامي في المستقبل.

قد يعجبك ايضا