verticalelllllan
verticalelllllan

مفوضية اللاجئين: أكثر من 10،000 سوري عبروا الحدود العراقية منذ بدء الحملة التركية في شمال شرق سوريا

تخطى عدد اللاجئين السوريين الفارّين من شمال شرق البلاد حاجز العشرة آلاف بعد وصول نحو 900 شخص ليلة الخميس إلى مخيم بردرش في العراق على متن 45 حافلة. وتقدّر مفوضية اللاجئين الحاجة إلى 31.5 مليون دولار إضافية كتمويل مبدئي للاستجابة الإنسانية في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة.

وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية شؤون اللاجئين بأن الدفعة الأخيرة من النازحين ساهمت في ارتفاع عدد سكان مخيم بردرش في كردستان العراق إلى 9،700 وعدد السوريين الفارّين إلى العراق بشكل عام منذ الحملة العسكرية التركية التي بدأت في التاسع من تشرين أول/أكتوبر إلى 10،100 سوري عبروا الحدود بحثا عن الأمان.

وصرح المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش للصحفيين في جنيف بأن نحو 75% من اللاجئين المسجلين نساء وأطفال، وأكثر من ربع العائلات تعيلها نساء وبعض القادمين أطفال غير مصحوبين.

230 ألف سوري في العراق

وأضاف المتحدث أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وشركاءها مستمرّون في تقديم الدعم اللازم للبقاء على قيد الحياة. “خبراؤنا التقنيون وطواقم الحماية والتسجيل بالإضافة إلى شركائنا يزورون المخيم يوميا للتقييم وتلبية الحاجات على وجه السرعة، وللتأكد من تقديم الخدمات والمساعدة الفورية للوافدين الجدد.”

 

وتشدد المفوضية على أهمية حرية الحركة للمدنيين الفارّين، وأن تبقى الحدود مفتوحة حتى يتسنى للاجئين الحصول على الأمان والحماية. وتعمل المفوضية وشركاؤها مع السلطات في كردستان العراق، وتؤكد التزامها بالاستجابة وتقديم الدعم للدفعة الجديدة من اللاجئين. “نشكر السلطات المحلية على الاستجابة، وخاصة محافظة دهوك، وعلى استقبال اللاجئين الجدد وتقديم المساعدة لهم هذا بالإضافة إلى 230 ألف لاجئ الموجودين هنا من قبل.”

75% من اللاجئين المسجلين نساء وأطفال، وأكثر من ربع العائلات تعيلها نساء وبعض القادمين أطفال غير مصحوبين

وأضاف المتحدث بأن الكثير من القادمين الجدد بحاجة إلى علاج نفسي واجتماعي، الأطفال والكبار على حدّ سواء. “في الأسبوع الماضي في مخيم بردرش، تعرّف فريقنا العام في مجال تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية على الطفل دِلوار، ابن الثلاثة أعوام. وكان يبكي لأنه انفصل عن والدته عندما وصل إلى المخيم، حتى بعد أن عثرت عليه والدته ظل دِلوار يبكي. وقد أخبرتنا أمّه أنه سمع أصوات انفجارات ضخمة عندما فرّ مع أسرته من شمال شرق سوريا، وهو ما جعله يشعر بالحزن والاضطراب ولم يتوقف عن البكاء. وقد قدّم فريقنا المساعدة لدِلوار إلى أن أعادوا رسم البسمة على شفتيه.”

الوضع داخل سوريا

نزح خلال الأسبوعين الماضيين نحو 180 ألف سوري من شمال شرق سوريا، معظمهم من النساء والأطفال. تقدم المفوضية المساعدات الطارئة لهم وخدمات الحماية لآلاف الأشخاص لضمان حصولهم على الأمن والعيش بكرامة بأكبر قدر ممكن.

 

“أولئك الذين فقدوا منازلهم يبحثون عن الأمان في مراكز إيواء جماعية ومنهم من التحق بأسرته أو أصدقائه. وحتى يومنا هذا، يوجد 75000 نازح جديد في المجتمعات المضيفة، وقد حصلت مراكز الإيواء والمخيمات على مساعدات إغاثية ومن بينها معاطف، أغطية ثقيلة وحقائب نوم.”

 

وتعمل المفوضية على تقييم وترميم مراكز الإيواء الجماعية في مدينة الحسكة، وربط تلك المراكز إذا أمكن بالكهرباء لتحسين ظروف الحياة والتخفيف من حدّة مخاطر الاعتداءات الجنسية والعنف. كما أن الفرق الإغاثية تؤمن خزانات المياه ليحصل المواطنون على مياه صالحة للشرب.

 
محافظة الحسكة في سوريا، 12 تشرين الاول / أكتوبر 2019، يصل عدد كبير من الناس إلى المدارس التي تستخدم كملاجئ جماعية في الحسكة وتل تامر.

المدارس تحولت إلى مراكز إيواء في الحسكة

وأشار المتحدث باسم المفوضية إلى أن فرق الحماية تذهب لزيارة العائلات النازحة في المدارس المكتظة المستخدمَة كمراكز إيواء للاستجابة لاحتياجاتهم. وتسعى الفرق إلى الوصول أيضا إلى النازحين المقيمين مع أصدقائهم أو عائلاتهم. “لقد تركوا منازلهم دون أن يأخذوا معهم أي شيء. ومعظم المدارس في الحسكة تحوّلت إلى مراكز إيواء لآلاف النازحين، ما يعني حرمان كل من أطفال المدينة والأطفال النازحين من الحصول على التعليم أو استكماله.”

 

وتواصل المفوضية، بالتعاون مع شريكها القانوني الهلال الأحمر العربي السوري، تقديم الدعم القانوني للعائلات النازحة، مثل تسجيل المواليد الجدد وإصدار شهادات ميلاد.

مسؤولة أممية تزور بردرش

في سياق متصل، أجرت، الأربعاء، السيّدة جينين هينيس-بلاسخارت، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، زيارة إلى مخيم بردرش للاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين.

 

وفي بيان صدر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) أعربت هينيس-بلاسخارت عن امتنانها للسلطات المحلية على تسهيل حركة اللاجئين وأشادت بعمل فرق الاستجابة الإنسانية. “لقد قاموا بجهود جبّارة، وهم يعملون على مدار الساعة لتقديم المساعدة لمن هم بأمسّ الحاجة إليها.”

كما أعربت عن قلقها العميق إزاء تصاعد أعداد اللاجئين لاسيّما أنه يمكن لمخيم بردرش أن يستوعب أكثر من 11 ألف لاجي. “هناك حاجة ماسة للمزيد من الدعم من المجتمع الدولي.”

 

وقال ممثل مفوضية اللاجئين في العراق، أيمن غرايبة: “لقد كان لسلطات إقليم كردستان الدور الأساسيّ في استقبال هؤلاء اللاجئين وتلبية احتياجاتهم العاجلة. ولم يكن الأمر سهلاً بالنظر إلى وتيرة الوصول، ونحن بحاجةٍ ماسّةٍ إلى تحديد مخيماتٍ جديدةٍ لاستقبال المزيد من الأشخاص والبدءِ في إعدادها.”

قد يعجبك ايضا