verticalelllllan
verticalelllllan

غراندي: القومية ومشاعر العداء ضد الاجئين تهدد جهود الأمم المتحدة لإنهاء حالة انعدام الجنسية

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أن بعض الإنجازات التي تحققت في مجال القضاء على حالة انعدام الجنسية مُهددّة اليوم بأنماط مؤذية من مشاعر القومية.

 

جاءت تصريحات المفوض السامي من جنيف، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية السنوي للمفوضية والذي يتواصل حتى 11 من الشهر الحالي. وأضاف غراندي أن ازدياد عدد الدول التي تتخذ إجراءات ضد انعدام الجنسية يدل على أن المجتمع الدولي حقق تقدما بالغا في جهوده للقضاء على هذه المشكلة. “فمنذ خمسة أعوام، كان الوعي العام بشأن انعدام الجنسية وآثاره المضرّة معدوما. وهذا الأمر بات يتغيّر، ونرى اليوم أفقا أكبر ونقترب أكثر من القضاء على حالة انعدام الجنسية.”

 

ورغم ذلك، يرى غراندي أن تحقيق التقدم بعيد المنال بسبب أنماط القومية المؤذية التي تتنامى، ومشاعر العداء نحو اللاجئين والمهاجرين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة، فهذه “التيارات العالمية القوية” تهدد بعكس كل ما تحقق. “لذا فمن الملح إيجاد الحلول للملايين الذين لا يملكون جنسية أو المهددين بفقدان الجنسية حول العالم.”

 

وذكر المفوض السامي بعضا من المجتمعات والدول التي تعاني من هذه المشكلة مثل الروهينغا في ميانمار والأقليات التي تقطن ولاية آسام في الجزء الشمالي الشرقي في الهند، “ولهذا فإن مضاعفة الجهود أصبحت مطلبا ملحا.”

حملة للقضاء على انعدام الجنسية مضى منها خمسة أعوام

وكانت كل من المفوضية السامية لحقوق الإنسان ووكالة الأمم المتحدة للاجئين قد أطلقتا حملة عام 2014 بعنوان “أنتمي” أو I-Belong#  بهدف القضاء على حالة انعدام الجنسية مع حلول عام 2024، وفي الأعوام الخمسة الأولى من الحملة، حصل 220 ألف شخص على جنسية، جاء ذلك ثمرة الجهود المشتركة لاسيّما في مناطق مثل قيرغيزستان وكينيا وطاجكستان وتايلاند.

 

وعلاوة على ذلك، فقد أدخلت دولتان، وهما مدغشقر وسيراليون، إصلاحات على قوانينها سمحت للأمهات بنقل الجنسيات للأطفال مثلهن مثل الآباء. ولكن 25 دولة لا تزال تتمسك بقوانينها التي تمنع الأمهات من منح الجنسيات لأطفالهن وهو ما يشكل أبرز مسببات انعدام الجنسية في العالم.

وتشارك في الاجتماع شخصيات رائدة في مجالات الإعلام وحقوق الإنسان وحقوق اللاجئين ومنعدمي الجنسية للتباحث في التقدم الذي تم إحرازه في مجال مكافحة انعدام الجنسية وتجديد التزامهم بالعمل الحثيث للقضاء على هذه المشكلة. ومن بين الحضور، نائبة الأمين العام أمينة محمد، ونجمة هوليوود سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية كيت بلانشيت.وأشادت السيّدة أمينة محمد بانضمام 15 دولة خلال الأعوام الخمسة الماضية إلى معاهدتين رئيسيتين للقضاء على انعدام الجنسية، كما رحبت بانضمام كل من أنغولا وكمبوديا هذا العام إلى الاتفاقيات. وقالت “إن انعدام الجنسية يجعل الأشخاص غير مرئيين، وغير قادرين على إثبات هويتهم وبهذا يفقدون الحصول على الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة.” وأضافت محمد أن العالم مليء بالتعقيدات ولكنّ انعدام الجنسية ليس جزءا من هذه التعقيدات، وهي مشكلة يمكن حلها.

 

أما في كلمتها أمام الحضور، فتساءلت الفنانة كيت بلانشيت “أين يذهب أولئك الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أي مكان، منعدمو الجنسية؟ إن منعدمي الجنسية الذين تشرفت بالالتقاء بهم أخبروني أنهم يشعرون بأنهم غير مرئيين.” وأضافت بلانشيت أن منعدمي الجنسية غير مرئيين وغير مسموعين. “لحالة انعدام الجنسية آثار مدمّرة على حياة ملايين البشر حول العالم، وقد رأيت ذلك بأمّ عيني كسفيرة للنوايا الحسنة.” وحثّت بلانشيت العالم على التحرّك، “من الصعب علينا تخيّل وضعهم لأننا نتعامل مع الجنسية كأمر مسلم به تماما مثل تنفس الهواء.”

 

وفيما يتعلق بمعاناة اللاجئين، أعربت بلانشيت عن ألم يعتصرها جرّاء ما يتعرّض له طالبو اللجوء واللاجئون في بلدها الأم أستراليا وفي العالم أجمع.

معاناة مستمرة لملايين الأشخاص حول العالم

ويُعاني منعدمو الجنسية من التهميش في المجالات الاقتصادية والسياسية وغالبا ما يكونون عرضة للإساءة والاستغلال، كما أنهم في كثير من الحالات يُحرمون من الحق في التعليم والرعاية الصحية والزواج والحصول على شهادة وفاة.

 

وبحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 2014، هناك 10 ملايين شخص على الأقل من عديمي الجنسية في عشرات البلدان المتقدمة والبلدان النامية حول العالم، إلا أن العدد الدقيق غير معروف.

 

ولا تزال التشريعات التمييزية على أساس نوع الجنس في منطقة الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم تهدد بخطر انعدام الجنسية. وفي كثير من دول الخليج، يشار إلى هذه المجموعة بـ ”البدون“.

معاناة من المهد إلى اللحد

ومن بين المشاركين في اجتماع اللجنة التنفيذية للمفوضية، فتاة في 26 من عمرها، تُدعى مها مامو، من أصل سوري، ولدت في لبنان لأب وأم من ديانتين مختلفتين ولهذا السبب لم تحصل على الجنسية. وتقول مها إنها لم تدرك معنى مصطلح “انعدام الجنسية” وذلك بسبب انعدام الوعي في هذه القضية وأبعادها، ودعت إلى رفع مستوى الوعي والتحدث عن انعدام الجنسية ونشر قصص المتضررين منها.

قد يعجبك ايضا