verticalelllllan
verticalelllllan

في معادلة الدفع مقابل الحماية.. هل خدع ترامب الرياض وأبوظبي ؟

تعيش دول الخليجي العربي، تحت انكشاف استراتيجي أمام الولايات المتحدة، حيث تعتمد هذه الدول منذ عقود بشكل شبه كامل على الحماية الأمريكية، لكن التوتر الأخير مع إيران، كشف عن ضعف الحماية لتلك الدول.
وتسعى الولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة، إلى تشكيل تحالف لضمان حرية الملاحة في مياه الخليج الاستراتيجية ومضيق هرمز، وسط توتر العلاقات بين واشنطن وطهران، لكن ذلك لا يضمن حماية حلفائها في الخليج.

الحماية مقابل المال

وبين الحين والآخر يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتصريحات مثيرة يتحدث عن الحماية التي توفرها بلاده لدول الخليج مقابل المال.
وكان آخر التصريحات التي أدلى بها في شهر مايو الماضي، عن حماية بلاده للسعودية، حيث قال في خطاب أمام تجمع لأنصاره في ولاية فلوريدا “إن دولاً مثل السعودية غنية جداً، وليس لديها شيء سوى المال، فأعتقد أن بإمكانهم دفع المال مقابل الدفاع عنهم”.
وتابع: “هناك الكثير من الدول التي ندافع عنها، وليس من العدل أن يدفعوا ثمنا قليلاً، ولكنهم سيدفعون، فهم يشترون كمية كبيرة من المعدات مقابل 450 مليار دولار، من بلادنا”.
وأضاف: “نحن ندافع عن الكثير من الدول الغنية، وهم لا يحترموننا حتى، بصراحة حينما أطلب منهم يدهشون ويقولون إنه لم يسبق أن طلب منهم ذلك (..) لا يقولون ذلك بالمعنى الحرفي، فهم أذكياء ولكنك يمكنك أن تشعر بذلك من نظرتهم”.
سخرية من السعودية
وكان ترامب قال في تجمع بولاية ويسكونسن (شرقي أمريكا)، أواخر أبريل الماضي، إنه اتصل بالملك سلمان، وقال له: “أيها الملك، لقد أنفقنا الكثير ونحن ندافع عنك، وأنت تملك الكثير من المال”، حينها قال ملك السعودية: “لكن لماذا تتصل بي؟ لا أحد أجرى معي اتصالاً  كهذا في السابق”، فقال ترامب: “هذا لأنهم كانوا أغبياء”.
ومضى الرئيس الأمريكي بالقول: “السعودية دولة ثرية جداً، ندافع عنها، ونقوم بتمويلها، ليس لديها سوى النقود، وهي تشتري الكثير منا، هناك أشخاص يريدون مقاطعة السعودية، لا أريد أن أخسرها”.
وهذه ليست المرة الأولى، التي يكشف فيها ترامب تفاصيل مكالمات مع الملك سلمان، فقد تحدث عدة مرات، في تجمعات سابقة العام الماضي، عن تفاصيل اتصاله بملك السعودية، ومطالبته بدفع مزيد من الأموال نظير الحماية الأمريكية لبلاده.
ففي تجمع بولاية فرجينيا، في 29 سبتمبر الماضي، قال ترامب،إنه تحدث مطولاً مع الملك سلمان، وقال له: “ربما لن تكون قادراً على الاحتفاظ بطائراتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه”.

واشنطن لن تحمي السعودية والإمارات!

تصريحات حديثه ومثيرة أدلى بها الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، حول حماية شركاء بلاده في منطقة الخليج والشرق الأوسط، كشفت عن تناقض مع تصريحات ترامب.
وقال “دانفورد” في ندوة اجتماع الندوة الفكرية، التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية في 6 سبتمبر الجاري، إن بلاده لديها “اتفاق يسمح لنا بوجود قوات كافية في المنطقة لردع أي هجوم إيراني ضد أمريكا أو الأمريكيين”.
واستدرك قائلاً: “لكن بوضوح ليست لدينا قوة ردع لاعتراض هجمات على شركائنا في المنطقة يمكنك أن ترى السعودية والإمارات تعرضتا مؤخراً لاعتداءات”، في إشارة للتفجيرات التي استهدفت سفناً في مايو الماضي بميناء الفجيرة الإماراتي، وهجمات الحوثيين المستمرة على مصالح في السعودية والإمارات، ومنها شركة “أرامكو” النفطية العملاقة.
وعلق الضابط الأمريكي رفيع المستوى، على القدرات العسكرية الإيرانية بالقول، إنه يحترمها “ولا يمكن تجاهلها أيضاً”.

تناقض في التصريحات الأمريكية

وفي حين تتمتع دول خليجية مثل عُمان والكويت وقطر بعلاقات مستقرة مع إيران، جعلها بعيدة عن التوتر في مياه الخليج، ويقول الباحث في مركز الجزيرة للدراسات، لقاء مكي، إن التفسير الأولي لتصريحات “دانفورد” هو أنها “جاءت لابتزاز السعودية والإمارات لتدفعا مزيداً من المال مقابل صفقات أسلحة بأثمان عالية جداً”.
وأضاف في لقاء مع قناة “الجزيرة”: “تهدف واشنطن لفرض مواقف على الدولتين لأن هناك علاقات لهما -وخاصة السعودية- مع الصين وروسيا، ويجب -وفقاً لرأي واشنطن- أن تنتهي هذه العلاقات ولو بضغط من هذا القبيل”.
مقتبسات عربية@Alarabquotes

ماذا يقول الكاتب والباحث السياسي، لقاء مكي، عن قدرة أميركا على ردع إيران؟

فيديو مُضمّن

وذهب إلى أن أمريكا لديها القدرة على حماية حلفائها بالخليج وردع إيران، “لكنها لا تريد القيام بذلك، حتى إنها لم تتحدث مطلقاً عن حرب مع إيران رغم تصاعد التوتر بينهما”.
وتابع: “لذلك فإن الإمارات ذهبت إلى إيران للتفاهم معها، بعد أن أدركت أن أمريكا لن تدافع عنها، لأن ترامب لا يريد الحرب مع طهران، بل وصرح بأن بلاده لا يهمها إغلاق مضيق هرمز لأنها لا تحتاج لنفط الخليج”.

قوات مبعثرة

ويرى الخبير الاستراتيجي اليمني محمد النوبي، أن تصريحات دانفورد حول قدرة الردع الامريكي في المنطقة، “واضحة وصريحة أن جيش واشنطن مبعثر وغير قادر على المواجهة”.
وأضاف في حديث لـ”الخليج أونلاين” هذه التصريحات التي قدمها دانفورد، جاءت بعد إعلان واشنطن عن زيادة عدد قواتها في قاعدة الملك خالد الجوية السعودية وتعزيز حضورها في الخليج عبر ارسال حاملة الطائرات ابراهام لينكولن، وتعزيز حضورها في البحرين وأبوظبي.

القوات الأمريكية

لكنه رأى أن هذه التحركات لم تؤتِ أُكُلها في ردع إيران عن مهاجمة دول الخليج وعلى رأسها السعودية والامارات، بل لردع ايران ذاتها عن مهاجمة القوات الامريكية كما حدث من إسقاط طائرة أمريكية، ما دفع واشنطن الى مزيد من التواضع وإعادة التقييم للموقف الامني والسياسي.
وأشار إلى أن واشنطن تستغل دول الخليج مالياً بحجة الحماية، “بينما في الحقيقة أنه رغم ضخامة قواتها، إلا انها لا تكفي لمواجهة ايران او غزوها، فجلها نشط في أفغانستان والعراق وسوريا ومنشغل بالصراعات في المناطق الساخنة وتفتقد الى الغطاء الذي سعت أمريكا لتوفيره عبر بطاريات باتريوت أرسلتها الى قاعدة الملك خالد والظفرة”.

ترامب لا يريد مواجهة إيران

وسبق أن قال سفير أميركا السابق في منطقة الخليج باتريك ثيروس، إن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم استعداد بلاده لحماية دول “غنية” بالخليج دون مقابل جاء في سياق أزمته مع إيران، وهو يعكس موقفه “البارد” من تلك الأزمة.
وأضاف في برنامج “ما وراء الخبر”، الذي بثته قناة “الجزيرة” في 24 يوليو الماضي، أن تصريحات ترامب توضح أنه جُرّ إلى نزاع مع طهران بدون رغبته، مشيراً إلى أن ترامب يرغب في وضع مسافة أمان بين قواته وقوات طهران حتى لا يتطور الأمر إلى نزاع مباشر.

إيران

 وفيما يتعلق بانعكاس تصريحات ترامب على علاقته مع السعودية والإمارات؛ أكد ثيروس أن أبوظبي خفضت بالفعل ضغطها على واشنطن لكي تذهب إلى حرب مع إيران، خاصة بعد أن شعرت أنها أول المتضررين من أي حرب تقوم بالمنطقة.
وقال إن الإمارات عملت على خفض تصعيدها بمنطقة الخليج، فسحبت قواتها من اليمن وخفضت التصعيد تجاه الحرب هناك.

الرياض وأبوظبي..قبول بالأمر الواقع

ولعل التوتر الأخير مع إيران وغياب الرد الأمريكي الحازم، دفع الإماراتيين إلى التواصل بشكل مباشر مع عدوتهم إيران، أثمر عن توقيع إدارات الحدود الإيرانية الإماراتية مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الأمني على الحدود.

(الخليج أون لاين)

قد يعجبك ايضا