verticalelllllan
verticalelllllan

كم يريد “المجتمع الدولي” أن يموت يمنيين كي يُفتح مطار صنعاء الدولي ؟

تقرير: عبدالملك هادي

ثلاثة أعوام على إغلاق مطار صنعاء الدولي، رغم أن كلفتها الإنسانية الكارثية  وصلت إلى 32 ألف ضحية إلا أن المجتمع الدولي ما زال مكتفياً بإصدار “بياناته القلقة”،  و لايشعر بالحرج من إنضمامه إلى قائمة المطالبين بفتح المنفذ الجوي الوحيد لأغلب سكان اليمن.

 

وفي موقف محفز للمجتمع الدولي، تبدأ غداً الخميس حملة للمطالبة بفتح مطار صنعاء عبر وقفة احتجاجية  في العاصمة الأمريكية نيويورك يشارك فيها نشطاء حقوقيون وأبناء الجالية اليمنية.

وطالب عدد من اليمنيين العالقين خارج اليمن إلى فتح مطار صنعاء كمطلب انساني هام وملح، خاصة وأن أحداث تهجير أبناء المحافظات الشمالية من عدن وملاحقتهم واعتقالهم وحرق ونهب ممتلكاتهم ما زالت مستمرة لليوم الخامس توالياً دون أي تدخل من حكومة هادي أو قوات الاحتلال السعودي.

وكانت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن اعتبرت الحظر الذي يفرضه التحالف على مطار صنعاء بأنه “يرقى إلى عقاب جماعي للملايين ” بعد أن أدى لتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات قياسية.

 

ومطار صنعاء هو مطار دولي يقع على بعد 15 كم من وسط العاصمة اليمنية صنعاء في الاتجاه الشمالي، ويعتبر المطار المقر الرئيسي ومركز عمليات شركة الخطوط الجوية اليمنية ويضم مبنى للركاب.

وتزايدت منذ مطلع الشهر الجاري المطالبات الشعبية بضرورة فتح مطار صنعاء، خاصة بعد أحداث التهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية من عدن، لاعتبارات إنسانية بحتة كونه المنفذ الجوي الوحيد لأكثر من 15 ملايين يمني.

 

وتلقت “وكالة الصحافة اليمنية” شكاوى من عدد كبير من المسافرين للعلاج خارج البلد من قيام مليشيات ما يسمى بالحزام الأمني بمنعهم من دخول عدن.

 

وقال نشطاء حقوقيين لوكالة الصحافة اليمنية إن إغلاق مطار صنعاء الدولي يعد انتهاكاً سافراً للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تجرم كذلك استهداف وقصف الطيران المدني.

وكان موظفو الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد ومواطنون ونشطاء دعوا خلال العديد من الوقفات الاحتجاجية إلى تدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وإلزام قيادة تحالف العدوان على اليمن بفتح مطار صنعاء الدولي.

وبحسب عدد من المشاركين في تلك الوقفات، لم يتم التفاعل بجدية مع مطالبهم وقد اكتفت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإصدار بيانات مطالبة أوضحت خلالها مدى قلقها من الأوضاع الإنسانية في اليمن لكنها لم تفتح المنفذ الجوي الوحيد لأكثر من 18 مليون يمني بينهم عشرات الآلاف من المرضى.

 

غيرأن تلك الوقفات ذهبت في مهب البيانات الدولية القلقة من الأوضاع الإنسانية في اليمن لكنها لم تفتح المنفذ الجوي الوحيد لأكثر من 18 مليون يمني بينهما عشرات الآلاف من المرضى منهم من مات في ظروف شديدة القساوة لأنه لم يستطع السفر إلى الخارج للعلاج، وعجز من الحصول على دوائه ، فيما ينتظر آخرون مواعيد موتهم بصورة مأساوية للغاية.

 

وقال بيان مشترك للمجلس النرويجي للاجئين ومنطمة كير العالمية الإثنين الفائت إن القيود المفروضة منذ ثلاثة أعوام على المجال الجوي اليمني من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، تمنع آلاف المدنيين المرضى في اليمن من الحصول على العلاج الطبي العاجل خارج البلاد.

وأضاف البيان: “ثلاثة أعوام مضت على إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الجوية التجارية، وقد أدى هذا الإغلاق الذي بدأ في التاسع من آب/أغسطس 2016 إلى وفاة ما يقارب 32 ألف شخص يعتقد أنهم فقدوا حياتهم بشكل مبكر بسبب عجزهم عن السفر إلى الخارج لتلقي العلاج”.

وقال محمد عبدي، المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن: “إغلاق مطار صنعاء يحكم على الآلاف من المواطنين بالموت المبكر، كما لو أن الرصاص والقنابل والكوليرا لم تقتل عددا كافيا منهم”.

وأكد عبدي: “لا يوجد هناك أي مبرر لمنع المرضى المدنيين من مغادرة البلاد للحصول على العلاج الطبي الذي قد ينقذ حياتهم”.

وذكر البيان أن القيود المفروضة على المجال الجوي اليمني تزيد من صعوبة حصول الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة على العلاج الطبي المنقذ للحياة خارج البلاد.

وأوضح البيان أن إغلاق مطار صنعاء يعني أن الخيار الوحيد للمواطنين في العاصمة صنعاء وشمال البلاد، الذين يحتاجون إلى علاج طبي في الخارج، هو السفر برا إلى عدن أو سيئون، جنوبي البلاد، للوصول إلى أقرب مطار والسفر من هناك، إذ تستغرق هذه الرحلة 15 إلى 24 ساعة، وتتطلب المرور عبر طرق شاقة وعبور نقاط التفتيش وخطوط المواجهات الأمامية، بالإضافة إلى تكلفة ومشقة الرحلة.

وأشار البيان إلى أن الكثيرين يضطرون إلى اختيار البقاء وعدم السفر خوفا من الاعتقال أو العقوبة التي قد
تلحق بهم عند عبورهم من الأراضي التي يسيطر عليها أحد أطراف الصراع إلى الأراضي التي تقع تحت سيطرة الطرف الآخر.

ودعا البيان التحالف الذي تقوده السعودية إلى رفع القيود المفروضة على المجال الجوي اليمني، والسماح
باستيراد المستلزمات الطبية وسفر المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج عبر مطار صنعاء.

جدير بالذكر أن محافظة عدن المحتلة تشهد مواجهات عسكرية عنيفة بين المليشيات التابعة للإمارات وآخرى تابعة للسعودية سقط فيها 5 قتلى و15 جريح كحصيلة أولية، وذلك بعد حملة تهجير قسري استهدفت أبناء المحافظات الشمالية، الأمر الذي منع الكثير منهم من السفر عبر مطار عدن الدولي.

قد يعجبك ايضا