verticalelllllan
verticalelllllan

أطراف بترتها الحرب!

ما إن تمر بشارعٍ، أو حارةٍ، أو سوقٍ، أو مدرسةٍ، أو جامعة، إلَّا وتشاهد شخصاً بلا أطراف، منهم من يمشي على عكاز، ومنهم من يحركه كرسي متحرك، والبعض الآخر فقد جميع أطرافه. قبل 5 أعوام من الآن كان رؤية مثل هؤلاء تُعدُّ على الأصابع، ومنذ بدأ العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ضاعف من المعاقين حركياً بسبب القصف على المدنيين، وجعلهم بنكاً لأهدافٍ تقصف المقصوف وتدمر المُدمر، ما يؤكد صحة هذا الكلام أن أحد مختصي مركز الأطراف أكد لصحيفة “لا” أن النسبة تضاعفت بمقدار 200 %.

 300-400 حالة يومياً
عن عدد الحالات التي يستقبلها المركز الأطراف يوضح د.محمد عبدالله جياش مدير الإدارة الفنية بالمركز، قائلاً: الحالات التي يستقبلها المركز في تزايد مستمر، حيث يستقبل 300-400 حالة يوميا في جميع الأقسام المختلفة: علاج طبيعي، وأطراف صناعية، وأجهزة مساعدة، وإصلاحات فنية أخرى، وهذه الحالات هي من النساء والأطفال والرجال من جرحى وشلل دماغي، وشلل أطفال، وجلطات، وتشوه خلقي، وأيضاً حالات الكساح عند الأطفال، وتسطح القدمين وغيرها.
فترة إضافية لاستقبال الحالات
وعن زيادة إقبال الحالات على المركز عن ذي قبل، وهل هذه الزيادة هي لحالات بسبب العدوان من جرحى حرب أو ضحايا قصف، أم حالات إعاقة قديمة، يضيف د.جياش أن معظم الحالات هي في فترة العدوان، وأن الزيادة بلغت 200% عن ذي قبل، والجرحى يأخذون النصيب الأكبر، إضافة إلى جرحى الغارات الجوية على اليمن، حيث إن الحرب ضاعفت من عدد المعاقين الجدد، إضافة إلى المعاقين القدامى، وهذا يعتبر ضغطاً على المركز في أداء خدماته لهؤلاء المعاقين، مما اضطررنا إلى فتح الفترة المسائية للتخفيف من الازدحام في الفترة الصباحية.
نفاد المواد الخام
ويقول د.جياش: الصعوبات والتحديات التي يواجهها المركز هي المواد الخام للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية المساعدة، حيث إن ازدياد الحالات المترددة على المركز أدى إلى نفاد المخزون الهائل من المواد الخام التي كان يمكن أن تغطي لعشرات السنوات، حيث كانت كلها مستوردة من ألمانيا من الشركة الأولى في العالم المختصة في الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية، وبسبب الحصار وانعدام الميزانية الخاصة بشراء هذه المواد من الخارج، والتي كانت تقدر بــ600 ألف دولار سنوياً، أصبح المركز يواجه صعوبة كبيرة في توفير هذه المواد كي يستمر في أداء خدماته لجميع المستفيدين من المعاقين والجرحى دون تأخير.
واجب المنظمات
يختم د. جياش بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم بدعم المركز بجزء من هذه المواد، وهي مادة البولي بروبيلين للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية السويسرية، مما أسهم في استمرار أداء خدمات المركز دون توقف، إلا أن المواد الخام الألمانية ضرورية لمواكبة التطور في مجال الأطراف الصناعية، وهذا هو واجب المنظمات الدولية لتوفيرها. ومن الصعوبات والتحديات أيضاً انقطاع الرواتب للموظفين، حيث إن عدد الكادر الوظيفي في المركز كبير يتعدى الـ200 موظف يعملون بكل جهد وإخلاص، والذين نقدم لهم الشكر والتقدير عبر صحيفتكم، وأيضاً الشكر والتقدير والاحترام للأخ أحمد حمود السقاف، مدير عام المركز، الذي كرس حياته في تطوير المركز ومازال.
يذكر أن العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل هو أحد فروع الطب العلاجي، والذي يهدف إلى تحسين نوعية الحياة واستعادة القدرة الوظيفية لأعضاء الجسم المختلفة التي تعرضت لحالات عجز أو ضعف، ومن خلاله يتم توفير بدائل صناعية لجزء من الجسم هذا البديل قد يكون مؤقتاً أو دائماً. كما أن العلاج الطبيعي يقوم باستعادة وظائف الجسم الحركية عندما يتعرض الإنسان لإصابة، مرض أو إعاقة.
 تقرير – بشرى الغيلي
قد يعجبك ايضا